كشفت بحوث جديدة من وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” أن مناطيد الرياح العملاقة المسماة بـ Windbots يمكنها استكشاف الغلاف الجوي لكوكب المشتري، بدلا من هبوط مركبات فضائية عليه.
ويمكن لهذه المناطيد غير العادية أن تتحرك خلال الغازات الكثيفة المضطربة، التي تحيط بالكوكب العملاق، وبدلا من الطيران يمكن لهذه المناطيد أن تندفع بالإزاحة خلال الغلاف الجوي للكوكب.
كان برنامج “ناسا” للمفاهيم المتقدمة المبتكرة (NIAC) قد رصد مبلغ 100 ألف دولار لتمويل بحوث تصميم هذه المناطيد الثورية الروبوتية لاستكشاف العوالم البعيدة.
وذلك لأن 4 من الكواكب في المجموعة الشمسية للأرض لا تزال لم تكتشف بعد بواسطة المركبات الفضائية، وهي كواكب المشتري ونبتون وزحل وأورانوس، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن كل من هذه العوالم العملاقة تتكون من جو غازي كثيف يشكل الغالبية العظمى من مساحة الكوكب، وفي الوقت الحاضر سيكون من المستحيل هبوط أي مركبة فضائية على النواة الصلبة لأي من هذه الكواكب العملاقة، حيث أن هذه النواة ستكون مخبأة بعمق داخل الغلاف الجوي الكثيف لهذه العوالم الضخمة.
كان مسبار غاليليو قد أرسل مركبة صغيرة إلى الغلاف الجوي لكوكب المشتري في عام 1995، وقامت هذه المركبة بنشر مظلة أثناء هبوطها على سطحه، إلا أنها لم تستمر إلا حوالي ساعة واحدة فقط قبل أن تستسلم لدرجات الحرارة الهائلة والضغط العالي.
وتواجه مصممي هذه المناطيد العملاقة تحديات خطيرة في تصميمها، لأن عليهم تطويرها بحيث يمكنها البقاء مدة طويلة في أجواء هذه العوالم الغريبة، وستكون مصادر الطاقة النووية ثقيلة الوزن جدا لوضعها داخل هذه المناطيد حتى تدفعها للحركة. وأيضا لن يكون الاعتماد على الطاقة الشمسية فعالا عندما سيتحرك المنطاد في الجانب المظلم من الكوكب.
وهذه التحديات الضخمة تدفع العديد من المهندسين لدراسة جدوى حفظ توازن المركبات في الغلاف الجوي لهذه الكواكب باستخدام تيارات الهواء ومزايا الاختلافات الحرارية أو الاستفادة من المجال المغناطيسي للكوكب المراد زيارته.
ويمكن أيضا التحكم في حركة طيران هذه المناطيد من خلال تثبيت العديد من المروحات في جميع أنحاء جسم المنطاد، حتى يمكن لهذا الجيل المقبل من المركبات( المناطيد) الفضائية استكشاف أكبر كواكب المجموعة الشمسية للأرض.