“اضطرابات الغدد الصماء” هي اسم غامض بالنسبة للكثيرين منا. ومع ذلك فهي جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، إذ إن المواد الضارة التي تتسبب في اضطرابات الغدد الصماء توجد في الماء والغذاء ومستحضرات التجميل.
هذه المواد التي تؤثر على نظام عمل الغدد الصماء، وهذا يعني أن أجهزة الجسم التي تفرز الهرمونات (مثل المبيض والخصية، والغدة الدرقية وأخرى..) تتضرر، بحسب صحيفة Le Figaro الفرنسية.
هذه المواد تعيق سير عمل الجسم ويمكن أن تسبب تشوهات في الأعضاء التناسلية، ونمو الأورام الخبيثة أو اضطرابات في الجهاز العصبي.موقع طرطوس
بدأت هذه السموم الحديثة تجذب انتباه العلماء في عام 1950 ولكنها تصدرت واجهة المشهد الإعلامي في العشرين عاماً الأخيرة فقط في فضيحة ديستيلبيني (1).
وفي الآونة الأخيرة، في يناير/كانون الثاني الماضي، كشفت إحدى الجرائد أن 60 مليون مستهلك للعديد من العلامات التجارية التي تبيع حفاضات الأطفال تحتوي على البعض من هذه المواد السامة.
لكن، السؤال هنا كيف نتجنب ونقلل من التعرض لمخاطر تلك المواد في حياتنا اليومية؟
في هذا التقرير المنشور على صحيفة Le Figaro الفرنسية، تقدم ريمي سلافا، المتخصصة في علم الأوبئة البيئية بـ (المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية)، بعض الإجابات.
في النظام الغذائي
ووفقاً لعالمة الأوبئة البيئية، ريمى سلافا “يجب عليك أن تغسل وتزيل القشر من الفواكه والخضراوات التي تستهلكها”.موقع طرطوس
ومن المعروف أن الفواكه والخضراوات تحتوي على آثار المبيدات الحشرية التي تؤدي إلى اختلال في عمل الغدد الصماء، ولهذا فإن غسلها وتقشيرها أمر ضروري.
أما بالنسبة للفواكه والخضراوات التي لا قشر لها (مثل المستخدمة في صنع السلطة، والتي تتعرض بشكل مباشر للمبيدات الحشرية)، فإنه يفضل بشكل عام أن نسيطر على ما نأكله، وذلك بشراء المنتجات الطازجة والمنتجة عضوياً إن أمكن، وتجنب المنتجات الصناعية، فإن ذلك يقلل بشكل كبير اضطراب الغدد الصماء، في حين أشارت ريمي إلى أنه يجب علينا ألا نعمم.
في مستحضرات التجميل
مستحضرات التجميل تحتوي على العديد من المواد الكيميائية وكثير منها لم تدرس حتى الآن بما فيه الكفاية لمعرفة الآثار الجانبية على الصحة. وبحسب المتخصصين “فإنه يمكن لنا أن نشير أيضاً إلى مادة التريكلوسان المستخدمة في تصنيع بعض الصابون ومعاجين الأسنان، فهي مادة ضارة للغاية”.موقع طرطوس
وتوضح هنا ريمي سلافا أننا يجب أن نضع علامة استفهام حول المواد المستخدمة في تصنيع مستحضرات التجميل والتي تسخدم بكثرة، وذلك لتبسيط الحياة اليومية. “جميع مستحضرات التجميل ليست بالضرورة خطيرة. المشكلة هي أننا لا نعرف حتى الآن ما يكفي عن المواد الكيميائية التي صنعت منها”.
في المنتجات المنزلية
ينطبق الحال أيضاً على المنتجات المستخدمة في المنزل، وغالباً ما تتكون من مواد كيميائية معقدة، والتي تتسبب بشكلٍ كبير في اضطرابات عمل الغدد الصماء، ولتجنب ذلك والحد منه قدر الإمكان يتعين علينا أن نستخدم منتجات بسيطة التصنيع بدلاً من استخدام منتجات متطورة كيميائياً، على سبيل المثال، الخل الأبيض هو مطهر فعال وآمن، كما تقول الخبيرة.موقع طرطوس
في البلاستيك
البيسفينول A ، وهو مركب كيميائي يستخدم في صنع البلاستيك، يؤدي إلى اختلال فى عمل الغدد الصماء، وفي فرنسا هو محظور الاستخدام في تصنيع أي من حاويات المواد الغذائية منذ عام 2015.موقع طرطوس
ولكن للأسف لا يزال لدينا البعض من الحاويات البلاستيكية القديمة التي ما زالت تستخدم. “وكإجراء وقائي، فمن الأفضل دائماً استخدام الحاويات المصنوعة من الزجاج وتناول الطعام أيضاً في أطباق من الزجاج” كما تنصح ريمي سلافا.موقع طرطوس
احتياطات أخرى
النساء الحوامل يجب عليهن أن الاهتمام بشكل خاص بهذه المشكلة، فإن مناعتهن في فترة الحمل تكون ضعيفة، وكل ما تتناوله الأم ينتقل إلى الجنين، وبالأخص استخدام الدواء فإن بعض الأدوية لها تأثير على عمل الغدد الصماء، لذلك يجب على الأم استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء، بما في ذلك الباراسيتامول (مسكن وخافض للحرارة واسع الاستخدام)، بحسب ريمي.موقع طرطوس
يبد أنه من المستحيل وضع قائمة شاملة بهذه المواد التي تتسبب في اضطرابات الغدد الصماء، إذ أنها في كل مكان، وأحياناً من الصعب تجنبها.
تقول ريمي “يمكننا أن نجدها على سبيل المثال في الهواء (تلوث، عادم الوقود.. إلخ) أو في بعض العلاجات الهرمونية، والتي تكون في بعض الأحيان قاتلة”.
التوعية وأخذ الاحتياطات شيء جيد، لكن ريمي سلافا تصر على أن “الإجراءات التي تتخذها الحكومات للإشارة إلى وجود هذه المواد في المنتجات الاستهلاكية يجب أن تكون بشكل عاجل”.
وكالات