بدأ برنامج ناسا للمفاهيم المبتكرة (NIAC) في الانتقال لمرحلته الثانية، التي أعطى فيها الضوء الأخضر لسلسلة من المفاهيم التكنولوجية المستقبلية المبتكرة، من أجل مزيد من التطوير العلمي.
ويعد الهدف الرئيسي للبرنامج هو تعزيز الأفكار الذكية التي من شأنها أن تساعد في مجال استكشاف الفضاء في المستقبل، ومع تطوير اختراعات جديدة مثل الغواصات لاستكشاف اعماق البحار الفضائية، وأسراب الأقمار الصناعية الصغيرة، ويوضح البرنامج للعالم صورة ما سيبدو عليه المستقبل القريب للسفر إلى الفضاء.
وفي المرحلة الأولى من البرنامج أعلنت وكالة ناسا عن 15 مقترحا فائزا في مجال تطوير استكشاف الفضاء، بعضها يعتبر عمليا وممكن التطبيق، وغيرها لا يزال في مرحلة النظرية غير القابلة للتحقيق في الوقت الحالي، ومن أهم هذه الاقتراحات كان إرسال مسبار روبوتي لاستكشاف قمر كوكب المشترى “أوروبا” وإذابة الكويكبات باستخدام أشعة الشمس الحارقة للحصول على المياه، وغيرها الكثير.
وقلصت وكالة ناسا خياراتها من بين المقترحات المُقدمة إلى 7 فقط، واحدة منها كانت محاولة جريئة من قبل الباحثين في مركز أبحاث ناسا “جلين” من أجل إرسال غواصة لأكبر أقمار زحل “تيتان”، من أجل دراسة الأعماق الهيدروكربونية السائلة لبحيرة “كراكن ماري”، التي تعد أكبر بحيرات القمر تيتان، وذلك لمعرفة المزيد عن تكوين هذه البحيرة الغامضة.
أيضا تعد ناسا البحوث في المهام التي تهدف إلى استكشاف الفضاء، في البيئات التي لا تصلها أشعة الشمس من خلال تطوير تقنية ما يسمى “أنظمة تخزين الطاقة الكيميائية (SCEPS)”، التي تستخدم عادة في الطوربيدات البحرية الأمريكية، وذلك لتطوير مهمات المركبات بين النجوم البعيدة، التي لا يمكن أن تصلها أشعة الشمس.
وتتمحور هذه التكنولوجيا حول تخزين الطاقة عالية الكثافة. ووضع فريق بالفعل من جامعة ولاية بنسلفانيا مفاهيم بحثية لدعم مسبار بمثل هذه النوع من الطاقة، من أجل الهبوط على سطح كوكب الزهرة.
وفي سبيل الترقي إلى المرحلة الثانية من البرنامج، سيتم تمويل القائمين على تطبيق المقترحات السبعة لتطوير مفاهيمهم وصقل مخططاتهم والنظر في سُبل تنفيذ هذه التكنولوجيا، وتقول وكالة ناسا إن معظمها لا يزال أمامه نحو 10 أعوام أو أكثر للاستخدام في مهمة من مهمات ناسا المستقبلية.