الرمث أشجار معمرة من الحمض يتراوح ارتفاعها ما بين 50 – 100سم يبدأ تفرعها من عند القاعدة، ذات لون أخضر مغبر له هدب طويل مبروم وعيدانه يميل لونها إلى البياض. وفي أيام الربيع يكون هدب بعض الرمث أحمر اللون أو يميل إلى الحمرة وفي أغلب الأحيان يكون الجزء السفلي من النبات مدفونا بسافي الرمل. الجذور تتعمق كثيرا في التربة. والأوراق في شكل حراشف مثلثة، ذات أباط وبرية. الأزهار على شكل سنابل يتراوح طولها ما بين 5 – 7سم والأزهار متباعدة قليلا عن بعضها. موسم الإزهار في شهر أكتوبر ونوفمبر. كما يبدأ النبات بإفراز مادة لزجة سكرية “تسمى المن” تتجمع في اطراف الأفرع وذلك قبل فترة الإزهار مباشرة.
ومنابت الرمث هي الكثبان الرملية والسهول وقد ينبت أحيانا في المرتفعات والخروم. وينتشر نبات الرمث في وادي الباطن غرب الحفر وجنوبيها وفي وادي المياه وغرب نطاع وفي وادي السهباء وجنوب وشرق حرض وفي المنطقة الشرقية. موقع طرطوس
يعرف الرمث علميا باسم Hammad Elegans أو Halexylon Salicornicum وانتشاره دليل على وجود رعي جائر من قبل الحيوانات الرعوية، إذ بغياب النباتات الصالحة للرعي يعطى هذا النبات الفرصة للتكاثر والنمو والانتشار. والرمث من أشهر النباتات عند العرب، فهو حمض للابل ورعي لها ومصدر للحطب وللصابون أيضا. وقد تحدث عنه العرب وأكثروا من ذكره لأهميته لهم. فهم يسمون مجموعة الرمث إذا كانت في وطأة من الأرض العبيبة، ويسمون منبت الرمث ومجتمعه ومستداره الحاجر، وإذا طال الرمث وحسن نباته سموه الخضاري، وإذا رعت الماشية هدب الرمث وبقيت عيدانه سموه سليخاً، فإذا اشتد عليه الرعي ولم يبق إلا جذوره سموه الضرس. ويقولون اغثر الرمث واغفر، إذا سال منه صمغ حلو كالمغافير وهو أيضا عسل الرمث وهو مادة بيضاء تخرج منه كالجمان شديد الحلاوة. موقع طرطوس
قال الأزهري في التهذيب: “والعرب تقول ما شجرة أعلم لجبل ولا أضيع لسابلة ولا أبدن ولا ارتع من الرمثة. قال أبو منصور وذلك أن الابل إذا ملت الخلة، اشتهت الحمض فإن أصابت طيب المرعى مثل الرغل والرمث مشقت منها حاجتها ثم عادت إلى الخلة، فحسن رتعها، واستمرأت رعيها فإن فقدت الحمض، ساء رعيها وهزلت”.
المحتويات الكيميائية: يحتوي نبات الرمث على قلويدات من أهمها الهالوكسين والهالوسالين والانابازين والاوكسيدرين وبيربريدين وبيتين. كما يحتوي على كومارنيات ومواد صابونية وستيرولات وجلوكوزيدات قلبية وفلافونويدات وزيت طيار.موقع طرطوس
الاستعمالات الدوائية: يستخدم الرمث لعلاج الزكام والجروح، حيث يؤخذ رماد الرمث ويذر فوق الجروح فيبريها. كما يستخدم مسحوق النبات كسعوط لعلاج الزكام، كما يستخدم لعلاج الوهن والحمى ووجع عظام الجسم الناتج عن تغيير الجو أو نتيجة الانتقال من بيئة إلى أخرى ويتم ذلك بأخذ قدر من النبات عند غروب الشمس وغليه في الماء ثم إضافة حجر اسود ساخن جدا إلى هذا الماء المغلي واستنشاق بخار الماء المتصاعد. يلي ذلك أخذ الماء بعد تصفيته والاستحمام به، ويكرر ذلك سبعة أيام متتالية. كما يستخدم فحم النبات في معالجة الحروق والقروح المتقيحة. كما يستخدم بخار ماء الرمث لعلاج الروماتزم والطريقة أن تؤخذ الأغصان الخضراء وتغلى في الماء وتعرض أجزاء الجسم المصابة لبخار هذا المغلي. وقد أجريت تجارب على نبات الرمث بجامعة الملك سعود حيث جرب مغلي النبات لمرض السكر في حيوانات التجارب وأعطى نتائج جيدة وهذا يعلل استخدام الرمث في الطب الشعبي لنفس الغرض من قبل مرضى السكر. وهناك استعمالات أخرى منها أن العيدان الخضراء من النبات تستخدم لعلاج ورم ضرع الناقة. كما أن من أسراره أن المسافرين في الصحراء إذا أصابهم المطر وبل الشجر فإنهم يستخدمون الرمث كوقود، إذ انه قابل للاشتعال مهما كان مبللا بالماء.موقع طرطوس