لا يخفى على أحد أنه ومع التقدم في السنّ . تتراجع القوة العضلية والكتلة العظمية بشكل هام . يقل النشاط وتظهر أوجاع في المفاصل ما بين أعراض أخرى … ما يحول دون احترام المسن ، قواعد النظافة الصحية والبالغة الأهمية في هذه المرحلة الدقيقة : يبات الاغتسال أصعب فأصعب في حين تضعف البشرة أكثر فأكثر!..
الاستحمام :
لا قليل ولا كثير ! يجب أن يعي كل مسن بأنّ احترام قواعد النظافة اليومية يضمن الصحة والسلامة بما أن البشرة الصحة هشة مع حلول الشيخوخة أكثر فأكثر تبات عرضة للتهيجات والالتهابات ، تحديداً ما لم نعتن بظافتها بدقة وانتظام .
الاستحمام مرة في الأسبوع كان ليناسب الشخص النظيف في السابق بيد أنّ العادات تطوّرت في الأعوام الأخيرة ، إنما ما بين المسنين ، قلة هم الذين يستعملون المغطس أو الدشّ يومياً أو حتى أسبوعياً ، بل لا يستحمّون إلاّ في المناسبات ، وهذا جد ضئيل بالنسبة للمطلوب .
بالمقابل ، يجب ألا يفرط المسنّ في النظافة ( وهذا مالا يعيه العديد) فالبشرة الهرمة تصبح جافة ، متقشرة ومفرطة الحساسيّة ، إذا ، بغية الحفاظ على نظافة مقبولة وصحية ، ثمة قواعد يجب احترامها أثناء الاغتسال ( قواعد يجب الإشراف على تطبيقها إن كان المسنّ في دار العجزة أو في المستشفى).
بادئّ بدء من الأفضل أن يتخذ المسن دشا عوضاً عن الاستحمام في المغطس ، فالدش ضروري ، كونه يزيل التعرق والأوساخ ، إنما انتباه ! ليس أكثر من مرّة واحد في اليوم ، لأنّ فرط الاغتسال يزيد من جفاف البشرة ، بالمقابل ليس أقلّ من مرة واحدة في الأسبوع ,منعاً لتفشي أي عدوة ، لصحيح أنّ العديد من المسنين لا يعد ليتعرق كثيراً وبالنسبة له ، قد تحول الأوجاع التي يعاني منها في العضل والعصب حركة الاغتسال أو الاستحمام إلى مهّمة شاقة ! لهذا السبب تحديداً ، من الأفضل اختيار الدش عوضاً عن المغطس ، لأنه أسهل عملياً . ربما يمارس الاستحمام في المغطس تأثيراً مهدئاً ( خاصة عندما نملأ المغطس بالماء ) : بيد أنه يزيد من خطر الانزلاق فالوقوع !
القاعدة الذهبية الثانية هي: غسل الجسم بالماء جيداً لإزالة الصابون فتجفيف البشرة بعدها بكل دقة وعناية . على المسن أن يتنبه جيداً لكل الثنايا: ما تحت الأبط ما تحت الثديين لدى المرأة المسنة ، ثنايا الفخذين والردفين ، الأعضاء التناسلية ، ولا ننسى الثغرات بين أصابع القدمين ، للحؤول دون نموّ الفطريات .
حرصاً على عدم إضعاف البشرة ، يجب اختيار المستحضرات المهدئة والتي تصح أي مشاكل محتملة أو تقي منها حتى !.
عنينا: الصابون الناعم والدهنّي أو الألواح الخالية من الصابون .
ما بعد الدشّ ، من المستحسنّ ترطيب البشرة : ندهن كريماً مرطباً ونركز خاصة على الركبتين ( غالباّ ما تتشققان ) ، الخاصرة ، والعقبين ( عرضة للتخسف والتقشر).
تنبيه : كما سبق وذكرنا ، قد تطورت العادات اليوم وهذا يعني أن نتخلى عن تلك التي ورثناها خطأ : لطالما اعتقدنا بأنه من الممتاز أن نفرك جسمنا يومياً بماء العطر ، أو بالسبيوتر الأبيض ، لإزالة روائح التعرق والأوساخ ولكن ، لا ! حذار ! هذه الأصناف تصيب البشرة بالجفاف ، كذلك الأمر أيضاً بالنسبة لبودرة التلك (Talc ) والتي تخلف على البشرة تكدسات مهيجة !
الحفاظ على نظافة الفم والأذنين :
إذا ما ما أردنا احترام قواعد النظافة بحذافيرها . يجب عدم تجاهل أو تفويت أي موقع سواء في الوجه أو الجسم ، بالتالي ، فليحرص المسنّ على نظافة الفم يومياً : إذا ما حالت أوجاع المفاصل دون الفرك بالفرشاة اليدوية ، نغسل الأسنان أو طقم الأسنان البديل بواسطة فرشاة كهربائية .
تنبيه : من الوجوب تجنب استعمال غسول الفم كل يوم ، فقد يؤدي إلى فساد توازن النبيت الجرثومي الطبيعي المتواجد في الفم .
وليحافظ المسن أيضاً على نظافة الأذنين : عبر غسلهما بلطف بواسطة الرذاذ الناعم ( مرشة صغيرة على شكل إجاصة )، وذلك كل أسبوعين .
لا ينصح باستعمال العود الملفوف بالقطن لتنظيف الأذن ، ذلك ، لأنه يدفع كتل الصملاخ ( المادة الشمعية التي تفرزها الأذن) إلى قعر الأذن ، من الأفضل استعمال الرذاذ ( رذاذ السيروليز أو السيرومينول ) والذي يحول الكتل إلى سائل.
تكفي استشارة طبيب الأذن ، الأنف والحنجرة ، مرّة واحدة في العام ، إلا إذا تراجعت دقة السمع فجأة .
ولا ننسى العينين والأاظافر!:
غالباً ما تعاني عين المسنّ من جفاف نسبي ، والحلّ ؟ يجب تنظيف العين بواسطة محلول المصل الفيزيولوجي (Physiological Serum والمتوفر في الصيدليات ) ودائماً ، انطلاقاّ من الزاوية الداخلية للعين باتجاه الزاوية الخارجية .
ملاحظة : من الممكن استعمال ” الدموع الاصطناعية ” ( على شكل محلول) لاستكمال الاعتناء بالعين الشديدة الجفاف ، في ما يتعلق بالأظافر ، يجب الحرص على تدريمها بانتظام ، إن كانت قاسية ، نستعمل مقصاً كبيراً ، ما إن كانت مائلة إلى التكسر وخشنة ، فنستعمل المبرد عوضاً عن مقصّ الأظافر .
من المستسحن استشارة اختصاصي أو اختصاصية العناية بالقدم ، بغية تنظيف وتدريم أظافر القدم .
تنبيه: على كل ما يعاني من اضطرابات أو قصور في الدورة الدموية أو من مرضى السكرّي ،أن يعتني بنظافة قدميه بدقة وانتظام منعاً لأي مضاعفات محتملة .
حلول لتسهيل احترام قواعد النظافة :
كما رأينا . يصبح جسم المسن أقل ليونة ونشاطاً كما ويصعب عليه الانحناء ، رفع الذراع .. وجميعها عوائق أمام عملية الاغتسال . ما العمل إذاً ؟ لا بأس! ثمة حلول بديلة : لا نستطيع الانحناء لغسل أصابع أقدامنا المصابة بداء المفاصل ؟ فلننقعها في الماء والصابون لمدة 10 دقائق ولندع الرغوة تتغلغل بينها .
ساقنا تؤلمنا؟ فلنقم بكل الحركات ونحن جالسين عوضاً عن الوقوف .
أما إذا كانت يدنا تؤلمنا ، فلنختر المستحضرات الخفيفة والسهلة الاستعمال ولنتجنب الأحجام الكبيرة والأوزان الثقيلة .
والأهم ؟ أن نجعل كل أدوات الأغتسال والعناية بالبشرة في متناول يدنا ، أي في مكان يسهل بلوغه بلا التوجع وبلا استعمال منضدة أو كرسيّ . بكلمة ، فلنتخذ التدابير لجعل الأثاث والطاولات على علة يسهل بلوغه . في الحمّام والمراحيض ، ومنعاً للإنزلاق ، فلنضع سجّادات صغيرة مصنوعة من المطاط ،ولم لا نزود الجدران بعارضات أو أعمدة للاستناد ؟
مؤشرات نقص النظافة لدى المسنّ:
أحياناً وتحديداً إن أودع المسن دار العجزة أو دار الراحة ، من الصعب الإشراف على نظافته . وبالتالي ، كيف نتحقق من أي نقص محتمل في نظافته اليومية ؟ بادئ ذي بدء ، علينا التحقق من ثنايا الجلد بدقة ، خاصة ثنايا الفخذ وما تحت الثديين لدى المرأة ، مع العلم بأنّ التهيج أو الاحمرار الجلديّ لا يشير دوماً على نقص في النظافة ، إنما، يجب معالجته سريعاً في حال ظهوره . في أي حال ، ثمة مؤشر يؤكد مباشرة نقص أو عدم نقص لنظافة : القدمان: الجلد ما بين الأصابع والأظافر ، فإذا ما كان الأول نظيفاً والثانية مدرمة ومنظفة ، من الممكن الاطمئنان : عزيزنا المسنّ يحترم جيداً قواعد النظافة الصحية !
في كل ما أوردناه ، بوسع المسنّ تدبر أمره حفاظاً على أدنى قدر من النظافة اليومية إنما، قد يأتي وقت حيث يضطر لطلب العون من أحد المقربين أو الاصدقاء أو حتى من فريق اختصاصيّ لكي وللأسف ! يرفض معظم المسنّين هذا العون ثمة أوضاع يصعب فيها الاعتناء بالنظافة . أن يساعد أحدهم سيدة مسنة في الاستحمام أمريجرح هذه الأخيرة وغالباً ما تعبر عن انزعاجها بالغضب أو العدائية بالتالي ، على الفريق الاختصاصي سواء في المستشفى أو دار العجزة أو أحياناً في المنزل مراعاة شعور المسن ومدّ يد العون له بطلف وبلا إحراجه أي يجب بذل المستحيل كي لا تتحول جلسة الاغتسال إلى مشقة .
تأمين أجواء هادئة وحركات لطيفة مقرونة بتفسيرات وتوضيحات وكلمات ودّية مع عدم إرغام المسن مهما كلف الأمر ومع احترام خصوصيته وحثّه على قبول المساعدة بصدر رحب .