يحذر الخبراء من الاعتماد كليا على نظام تحديد المواقع (GPS) أثناء القيادة على الطرق، حيث أن هذا الأمر يمكن أن يفقدنا مهارتنا في القيادة وفي تحديد الاتجاهات.
فقد قطع سائح أمريكي في وقت سابق في أيسلندا، مسافة 226 ميلا بعيدا جدا عن وجهته الأساسية، لاعتماده على نظام تحديد المواقع، بينما كان السياح في ويلز يبحثون عن شلالات جميلة في وادي نيت، وانتهى بهم الأمر في مكان قريب من “دي الكيس” لأن الموقعين يتشاركان بنفس الرمز البريدي.
ويدعي مستشار الملاحة “روجر ماكينلي”، أن الاعتماد المتزايد على الملاحة عبر نظام الأقمار الصناعية، يقلل من قدرتنا الفطرية على تحديد الاتجاهات ويكلفنا الكثير، وإن استخدام الخرائط يوجه اهتمامنا إلى كل المحيط، ويعزز من مهارات الملاحة وقدرتنا على المراقبة والتواصل مع الأماكن.
وهناك أدلة على أن اتباع الإرشادات الآتية من نظام تحديد المواقع تلقائيا يجعلنا أقل وعيا، وبالتالي يصبح من السهل أن نضيع البوصلة. وقد ثبت أن السائقين الذين يعتمدون على جهاز تحديد المواقع عبر الأقمار الصناعيةن يجدون صعوبة في العمل أكثر من أولئك الذين يستخدمون الخرائط.
وأضاف السيد ماكينلي :”إن تقنية تحديد المواقع لن تكون داعمة للسيارات الذاتية القيادة من دون وجود بنية تحتية مكلفة، وهذه السيارات لا يمكن أن تعمل من دون الاتفاق على مجموعة من القواعد للتواصل مع المركبات، الأمر الذي يتطلب بنية تحتية متطورة”.
وإن الملاحة التي تقوم على إشارات نظام تحديد المواقع (GPS)، غير قادرة على تحقيق مستويات عالية من الأمان. فهذه الإشارات قد تكون ضعيفة في شوارع المدينة بسبب وجود المباني العالية، مما يجعل الأنظمة الرقمية الذكية مكلفة للغاية.
وقال ماكينلي: “يجب علينا أن نفهم أن الحكومات تستثمر مليارات الدولارات في البنية التحتية الأرضية، وعلينا بذل المزيد من الجهد لاستخدام قدراتنا الفطرية، ويتوجب على المدارس تعليم الملاحة وقراءة الخرائط. وكلما زدنا من استخدامنا للأجهزة الذكية ضعفت قدرتنا على الملاحة الطبيعية”.