حتى وقت سابق كان الاعتقاد سائدا بأن وجود ثقب أسود بين ركام من النجوم الكروية غير وارد على الإطلاق كون هذا الركام على مقدرة من قذف هذا الثقب خارجا. أما الآن فقد أثبت العلماء عكس هذه الفرضية و ذلك عبر صور لتلسكوب شعاعي تابع لوكالة الفضائية الأوروبية ( إسا ) يظهر فيها الثقب الأسود ( آكل كل شيئ ) يعيش بين عدد لانهائي من النجوم وكان العلماء يعتقدون سابقا أنه لا يمكن لأي ثقب أسود أن يتواجد بين ركام من الاف , بل من الملايين من النجوم التي يعود نشوء بعضها الى أثني عشر مليار سنة .
الأعتقاد يقول أن الثقب الاسود سوف يشد الى المركز ثم يتم قذفه الى خارج هذا الركام من النجوم و لكن الأمر قد تغير على ما يبدو على يد فريق من العلماء برئاسة العالم توم ماكاروني من جامعة ساوثامبتون البريطانية.
لقد نجح هذا الفريق عبر المراقبة والتصوير الشعاعي في إثبات عكس النظرية الحالية و يقول ماكاروني بأننا كنا قد حضرنا أنفسنا لعملية بحث و مراقبة طويلة و منظمة لالاف من المجموعات النجمية و لحسن الحظ أننا وجدنا غايتنا في المحاولة الثانية بين المجموعات البحث في الفضاء الكوني و بالتحديد ضمن المجرة المسماة ب ( NGC 4472 ) الموجودة في برج العذراء . يعود الفضل في الكشف الجديد الى التلسكوب الأوروبي لوكالة الفضاء الأوروبية للقمر الصناعي ( إكس إكس إم ) . يقول العلماء بأن قوة الجذب حول الثقب الأسود بشكل عام هي من القوة بمكان بحيث أن الامواج الكهرطيسية للضوء المرئي تبقى غير قادرة على الأنفلات مما يجعل هذا الكائن للأنسان كأنه أسود ومن هنا أتت تسميته بالثقب الأسود عبر العالم الأمريكي جون أركي بالد ويهلر في العام 1967 ك ( black hole) .
سواد في المركزإنارة على الحواف:
أن المنطقة المحيطة بالثقب الأسود عادة تومض وعتدما يسقط غاز في الثقبالأسود يصبح ساخنا مما يجعله يبدو مضيئا لنا بحيث يمكّنه من إرسال أشعة رونتجن و التي بدورها التقطت من التلسكوب الفضائي للقمر الصناعي الأوروبي. يؤكك العالم ماكاروني وزملائه من فريق البحث في مقال نشر في مجلة (Nature) بأنهم تمكنوا بالفعل من تحديد الثقب الأسود بسبب قوة أشعة رونتجن و التي لا يمكن أن تصدر عن أجسام آخرى.
العالم اروناف كوندو من جامعة ميتشيغان يقول إن الثقب الأسود يكون ثقيلا بما يكفي بحيث أنه قادر على التعايش بين ركام من النجوم بدلا من قذفه خارجها لثقله و الركام بدوره يمده بما يكفيه من من إمدادات مما يؤدي الى أزدياد ثقله. يقول العالم كوندو أن هذا هو الرابط لهذا الأكتشاف و أن عملية البحث بالنسبة للعلماء لن تتوقف مع هذا الكشف على الرغم من أن الكشف عن ثقب أسود واحد ضمن ركام من النجوم يأخذ البحث و الدراسة لعقود من الزمن القادمة.