النبوءة واحدة من المفاهيم الرئيسية في المشترك الديني للإنسانية، ومن أكثر مفرداته شيوعًا في الخطاب الديني على اختلاف مصادره بحيث يصح القول بأنه، أي الخطاب الديني، لم يخل من هذا المفهوم في أي مرحلة من مراحل التاريخ الإنساني .
وإذا كانت النبوءة على هذا المستوى من الشيوع في الخطاب والتراث الديني للإنسانية، فإن نبوءة نهاية العالم هي أكثر النبوءات الممتدة والمشتركة في التاريخ الإنساني، والتي أعيد إنتاجها مع اختلافات طفيفة في التفاصيل والصياغات والسياقات التاريخية، منذ فجر التاريخ وإلى عصرنا الحالي، بحيث يمكن تصور نموذج موحد لنبوءات نهاية العالم في التراث الديني للإنسانية على اختلافه. ولكن لم يتفق أي طرف مهما كانت قوميته أو دينه على رواية الأخر.موقع طرطوس
الغريب في الموضوع أن إسحاق نيوتن ، عالم الفيزياء المعروف ، تنبأ بنهاية العالم قبل حوالي ثلاثة قرون.
في مقال على الصفحة الرئيسة لصحيفة ” ديلي تلغراف” أشهر الصحف البريطانية المعروفة قالت فيه ” إنه لم يبق على المعركة الفاصلة التي تسبق نهاية العالم سوى 57 عاما ( حيث سيظهر يأجوج ومأجوج) وذلك وفقا لتقديرات السير اسحق نيوتن أشهر عالم بريطاني”. ونيوتن الذي توفي عام 1727 هو مكتشف قانون الجاذبية الأرضية ومبدع علم الفيزياء الكلاسيكية.موقع طرطوس
وأضافت الصحيفة ” إن عالم الطبيعة واللاهوت (نيوتن) الذي عاش في القرن السابع عشر دوّن ملاحظات ملأت آلاف الصفحات في محاولته لحل شفرة الإنجيل وتحديد تاريخ تلك المعركة الرهيبة بين الخير والشر حسبما ورد في “سفر الرؤيا”. ونقلت الصحيفة عن مالكولم نياوم الذي أنتج فيلما وثائقيا لهيئة الإذاعة البريطانية ( بي.بي.سي ) بعنوان: ” نيوتن … الهرطقة المظلمة” قوله: “لكن حتى الآن لم يكن معروفا على الإطلاق أنه (نيوتن) حدد رقما نهائيا” .وأضاف: “ما اتضح على مدى السنوات العشر الماضية هو إلى أي مدى كان نيوتن مفكرا يتميز بتنبؤاته ، فقد قضى نحو 50 عاما وكتب 4500 صفحة في محاولة للتنبؤ بموعد نهاية العالم”.موقع طرطوس
وكان باحثون قد اكتشفوا المخطوطات المكتوبة بخط اليد التي تحتوي على حسابات نيوتن في المكتبة العبرية بالقدس المحتلة بعد بيعها في لندن إلى جامع المقتنيات أبراهام يهودا في الثلاثينات.
وفي سياق نهاية العالم لا بد لنا أن نذكر أن الكثير من المسلمين يؤمنون بأن نهاية العالم تقترن بظهور علامات أهمها ظهور يأجوج ومأجوج ، حيث سيظهرون كما خطط الله في سنة 1700 هجريه الموافقة لسنة 2271 ميلادية.موقع طرطوس
وقد ورد ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن في سورة (الكهف:94) وسورة (الأنبياء:96)، ويستند اصحاب الرأي بظهور ياجوج وماجوج في 1700 هجري على عدد الايات في السور القرآنية التي ورد فيها ذكرهما. ولو عددت الآيات في سورة الكهف من الآية 95 حتى نهاية السورة ستجدها 17 آيه .
ولو عددت الآيات في الأنبياء من الآيه 96 وحتى نهاية السورة ستجدها أيضا 17 آيه . وهذه علامة حسابية من القرآن على أن يأجوج ومأجوج سيظهران في القرن 17 الهجري .موقع طرطوس
وأخيرا ، ومما لا شك فيه، أن العالم الذي نعيش فيه سيصل يوما ما لنهايته. ولا يستطيع اي شخص على وجه البسيطة أن يتنبأ بذلك. وكل ما نستطيع قوله ” العلم عند الله”.