ظل الدور التقليدي لتعبئة وتغليف الأغذية هو حفظ الغذاء وحمايته وتعريفه وسهولة تداوله بشكل آمن ومريح رغم التطورات الهائلة في قطاعي صناعة الغذاء والتعبئة والتغليف. وقد فطن قطاع صناعة تعبئة وتغليف الأغذية في العقود القليلة الماضية إلى الوعي المتزايد للمستهلكين والهيئات التشريعية والرقابية بالجوانب الصحية المرتبطة باستهلاك الغذاء وبالتالي لمسؤوليته المتنامية حيال فهم أكثر عمقاً للتفاعلات المتبادلة بين الغذاء والعبوة والمحيط المكتنف للوصول إلى حلول أكثر سلامة وذكاءً وكفاءة لمجالات تطبيقات تعبئة وتغليف الأغذية. وبالتالي فإن الوظائف متعددة الأبعاد هي أحد الأهداف الرئيسية لقطاع تعبئة وتغليف الأغذية.موقع طرطوس
ومن أهم أنواع العبوات المستخدمة في تعبئة وتغليف الأغذية وأكثرها شيوعاً العبوات البلاستيكية والمعدنية والورقية والكرتونية ومتعددة الطبقات والزجاجية.
وتعد وظيفة الحماية أحد أهم الوظائف التي تهدف إلى حماية الغذاء المعبأ من العوامل الخارجية المسببة لفساده وتدهور جودته وتشمل الكائنات المجهرية والغازات وعلى وجه الخصوص الأكسجين والضوء والرطوبة والروائح غير المرغوبة والحشرات.موقع طرطوس
التفاعلات المتبادلة
وهنالك العديد من التفاعلات المتبادلة بين العبوة والغذاء المعبأ والمحيط المكتنف الخارجي تشمل التأثيرات الخارجية للمحيط المكتنف الخارجي مثل درجات الحرارة والرطوبة النسبية والضوء والإجهادات الميكانيكية ، وعمليات الإنفاذية التي ترتبط بحركة الغازات مثل الأكسجين وبخار الماء وثاني إكسيد الكربون والغازات الأخرى والتي تؤدي في مجملها إلى عمليات غير مرغوبة مثل الأكسدة والنمو الميكروبي ونمو الأعفان والتغير في نكهة الغذاء والتسبب في جفافه أو ترطيبه.موقع طرطوس
كما تتم عمليات الهجرة للمكونات الكيميائية من الأسطح الداخلية للعبوة إلى الغذاء وتشمل المواد المضافة للعبوات والمونومرات وهي التي قد تتسبب في مخاطر صحية على المستهلكين إضافة إلى تاثيراتها السالبة على جودة الغذاء.كذلك تتم عمليات امتصاص لبعض مكونات الغذاء المعبأ إلى الأسطح الداخلية للعبوة وتشمل مركبات النكهة والمواد الدهنية والأحماض العضوية والملونات والتي قد تؤدي إلى تدهور في جودة الغذاء فضلاً عن احتمالات تسببها في تلف العبوة. ومن العمليات الشائعة في الأغذية المعبأة في عبوات معدنية عملية التآكل للأسطح المعدنية للعلب والعبوات المعدنية التي قد تؤدي كذلك إلى مخاطر صحية على المستهلكين إضافة إلى تغيرات واضحة في لون الغذاء المعبأ.موقع طرطوس
المخاطر الداخلية
أحد أهم مسببات المخاطر المحتملة على صحة الإنسان هي المخاطر الداخلية في العبوة الناتجة عن هجرة المواد الكيميائية من أسطح العبوة إلى الغذاء المعبأ، والتي قد تؤثر كذلك سلبياًََ على جودة الغذاء وفترة صلاحيته. فبعض الأغذية والمشروبات لها مقدرة عالية في التفاعل القوي مع المواد التي تلامسها حيث تتسبب الأحماض الغذائية في صدأ العبوات المعدنية، كما تؤدي الدهون والزيوت إلى انتفاخ المواد البلاستيكية وتسرب مكوناتها إلى الغذاء، وقد تتسبب بعض أنواع المشروبات الغذائية في تمزق العبوات الورقية والكرتونية غير المحمية.موقع طرطوس
العديد من العبوات الغذائية البلاستيكية والمعدنية والورقية والكرتونية والزجاجية يمكنها تسريب كميات ضئيلة من مكوناتها الكيميائية عند تلامسها مع أنواع معينة من الأغذية. هذا التسريب للمواد الكيميائية إلى الغذاء يعرف تقنياَ بمصطلح الهجرة ويتم كانتقال للمادة عبر عمليات تحت مجهرية. وهنالك نوعان من الهجرة هما الهجرة الكلية وهي هجرة جميع المركبات المحتمل هجرتها من العبوة إلى الغذاء ويتم إيجادها بالاستخلاص الكيميائي والطريقة الوزنية ، والهجرة النوعية وتشير إلى هجرة مكون محدد من العبوة إلى الغذاء (مثل المونومرات والأوليجومرات والمترسبات والمواد الملدنة والمثبتات ومضادات الأكسدة والمضافات الأخرى)، ويتم إيجادها كيميائياً بوسائل التحليل الكيميائي المتقدمة.
وتكتسب عمليات الهجرة الكيميائية إلى الغذاء أهميتها من تأثيراتها السالبة التالية عليه:
(أ) سلامة الغذاء: نظراَ لخطورة بعض المواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع العبوات عند استهلاكها بكميات محددة على صحة وسلامة الإنسان.
(ب) جودة الغذاء:حيث تؤدي المواد الكيميائية المهاجرة إلى تغيير طعم ونكهة الغذاء وتلويثه وبالتالي التأثير السالب على قابليته لدى المستهلك.موقع طرطوس
وتعد العبوات البلاستيكية للأغذية من أكثر أنواع العبوات المستخدمة المحتمل تسببها في ظاهرة الهجرة تليها العبوات متعددة الطبقات ثم العبوات المعدنية والورقية والكرتونية وأقلها تأثيراَ العبوات الزجاجية.المواد الأخرى المستخدمة في تصنيع العبوات والمسببة لهجرة المواد الكيميائية غير المرغوبة إلى الغذاء تشمل المواد اللاصقة والطلاءات الورنيشية وأحبار الطباعة.