يدرس الباحثون في المركز الدولي للبطاطا مع العلماء في الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء نوع البطاطا التي يمكن أن تكون الأنسب للزراعة على سطح كوكب المريخ.
وقال “خوليو فالديفيا سيلفا” رائد الفضاء في وكالة ناسا والذي كان في رحلة لاختبار تربة كوكب المريخ :”يجب أن يكون طعم البطاطا على كوكب المريخ لذيذا، ويعتبر الأمر تحديا إذ لم نفعل مثل هذا الشيء من قبل أبدا”.
وقد عرضت هذه الفكرة في فيلم الخيال العلمي “المريخ” الذي لعب فيه الممثل “مات دامون” دور رائد فضاء حاول البقاء على قيد الحياة على كوكب المريخ فقام بزراعة البطاطا هناك من أجل توفير الغذاء.
وتعتزم مؤسسة هولندية غير ربحية هي “Mars One” إرسال أفراد في رحلة باتجاه واحد إلى كوكب المريخ في غضون 10 سنوات من أجل إقامة مستعمرة دائمة هناك، ويأمل المخترع “إيلون موسك” أيضا إرسال البشر في غضون عشر سنوات عبر المركبة الفضائية “SpaceX” إلى المريخ، ولكنه حذر خلال مؤتمر “بدء التشغيل” الذي أقيم في هونغ كونغ في يناير/كانون الثاني من صعوبة وخطورة هذه المهمة .
وأعلنت وكالة ناسا التي وجدت تدفقات للمياه على كوكب المريخ في العام الماضي عن خطط لإرسال رواد فضاء إلى المريخ عندما تصبح البطاطا في المتناول.
وقال “كريس مكاي” عالم الكواكب في مركز أبحاث “أميس” التابع لناسا في كاليفورنيا :”أعتقد أنه يمكن العثور على أصناف من البطاطا يمكن أن تنمو في ظروف البرد والضغط المنخفضين”.
وتعتبر البطاطا محصولا عالميا هاما لقدرتها على التكيف مع شتى ظروف المناخ ولوفرة الكربوهيدرات فيها، بالإضافة إلى البروتين والفيتامين C والحديد والزنك، وتعتبر جمهورية “بيرو” موطن أكثر من 4500 نوع من البطاطا وفقا للمركز الدولي للبطاطا.
ومنطقة جمهورية “بيرو” تعتبر جيدة لإجراء التجربة بسبب وجود صحراء دي لا جوبا فيها، وهي واحدة من أكثر البقاع جفافا على كوكب الأرض، إذ تستقبل حوالي ميليمتر فقط من الأمطار سنويا. وهي جزء من الصحراء الواسعة “أتاكاما” في أمريكا الجنوبية والتي لطالما كانت مكانا لدراسات قامت بها وكالة ناسا، بسبب تشابه ظروفها مع طبيعة الظروف على سطح كوكب المريخ.
واختار العلماء 65 نوعا من البطاطا، والخطوة الأولى تتمثل في زراعة البطاطا في أكثر من 1300 رطل من تربة صحراء البيرو، حيث تتم الزراعة في ظروف تحاكي عوامل الظروف الجوية على كوكب المريخ.
وقال “والتر أموروس”، وهو عالم في المركز الدولي للبطاطا، :”أعتقد أن نصف البطاطا سوف ينمو في التربة الصحراوية، ولكن حوالي 10 بالمائة فقط سيكون بحجم جيد نوعا ما”، وحذر من أن النكهة يمكن أن تتغير تحت الضغط، الأمر الشائع على كوكب الأرض في حال تعرض المحصول إلى الجفاف الشديد وارتفاع درجات الحرارة، وفي بعض الأحيان يمكن أن يكون طعمها مرا وغير صالح للأكل.
ووفقا لناسا، فإن متوسط درجات الحرارة على سطح المريخ هو ناقص 84 درجة فهرنهايت، مع مستويات منخفضة حتى حوالي 284 درجة تحت الصفر، وثمة مستويات عالية من الإشعاع، والجاذبية تعتبر أقل بحوالي 60% من جاذبية كوكب الأرض، إضافة إلى أن نسبة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 96% مع كمية صغيرة من الأكسجين، لذا لا يعتقد أن البطاطا يمكن أن تنمو على سطح أرض المريخ في الهواء الطلق، ويجب زراعتها في ظروف خاضعة للرقابة الشديدة.
وتركز دراسات ناسا حاليا على اعتماد الخضار الورقية مثل الخس كغذاء، والتي تتم زراعتها في غرف صغيرة على متن المحطة الفضائية الدولية، ويقول العلماء أن زرع المواد الغذائية على المريخ من شأنه أن يقلل التكاليف ويخفف من مخاطر نقل المواد الغذائية عبر المكوك الفضائي.
وإلى حين البدء بزراعة البطاطا، يتوقع العلماء نقل البطاطا إلى المريخ في أنابيب التبريد، وهناك خيارات أخرى لزراعة البطاطا من دون تربة عن طريق الزراعة المائية التي توفر الماء والهواء، في حال كانت تربة المريخ غير صالحة للزراعة.