نتعرف في هذا المقال على الانطباعات التي تدل عليها بعض السلوكيات المتكررة مثل قضم الأظافر ونتف أطراف الشعر وتقشير الجلد والتي غالباً ما تعبر عن إحباط ما، لكن ماذا تعني هذه السلوكيات نفسياً إلى جانب ما تشير إليه من توتر وضغوط؟
للإجابة على هذا السؤال أجرى الباحث أون سانتيه أوكونور من جامعة مونتريال بكندا دراسة شارك فيها 48 شخصاً تم تقسيمهم إلى مجموعتين، حيث خضع نصف المشاركين إلى مراقبة لهذه السلوكيات المتكررة، واعتبر النصف الآخر مجموعة ضابطة.
طُّلب من المشاركين الإجابة على أسئلة لتقييم المشاعر مثل الملل والغضب والشعور بالذنب والتهيج والقلق، وخضعوا لفحوصات سريرية، ثم خضعوا لمواقف تجريبية تم تصميم كل منها لإثارة إحدى هذه العواطف الأربع: التوتر، والاسترخاء، والانزعاج، والملل والضيق.
في بعض الحالات طُّلب من المشاركين مشاهدة فيديو لتحطم طائرة، أو مشاهدة الأمواج على الشاطئ وما توحيه من استرخاء، وتقييم مشاعرهم أثناء المشاهدة.
وجد فريق البحث أنه خلال التعرض لمشاعر الملل والإحباط تم تذكر مواضيع ذات صلة بالسلوكيات المتكررة تجاه الجسم، وكان لدى المشاركين رغبة أقوى في ممارسة هذه السلوكيات. لكن لم يكن لدى المشاركين رغبة في شد أطراف الشعر أو قضم الأظافر أو تقشير الجلد أثناء التعرض للتجارب التي تبعث على الاسترخاء.
يعتقد أوكنور أن الأشخاص الذين يمارسون سلوكيات عصبية متكررة تجاه أجسامهم هم غالباً أصحاب شخصيات تنزع نحو المثالية، ما يجعلهم عرضة أكثر للإحباط ونفاد الصبر وعدم الرضا عندما لا يصلون إلى أهدافهم، كما أنهم يشعرون بمستويات أعلى من الملل.
وكانت دراسة أجريت في جامعة ديوك عام 2006 قد قالت إن الطفرات الجينية قد تسبب نوعاً من شد الشعر القهري، وتبين أن ما بين 3 و5 بالمائة من عامة السكن في الولايات المتحدة يمارسون هذا النتف للشعر، وأنه يؤدي غالباً إلى بقع ملحوظة من الصلع.
تعتبر دراسة جامعة ديوك الأولى من نوعها التي تقدم تفسيراً بيولوجياً لحالة نتف الشعر كسلوك عصبي متكرر.