تعتبر الرؤية الوسيلة الأساسية للانسان في فرز المحيطين به إلى فئات وقوالب استناداً إلى مظهرهم الخارجي وسماتهم الجسدية، ويحدث التصنيف اعتماداً على أفكار نمطية مستقاة من المجتمع.
ولكن ماذا عن أولئك الذين فقدوا أو لم ينعموا مطلقاً بنعمة البصر؟. للإجابة على هذا السؤال أجرى باحثون من جامعة ديلوير الأمريكية دراسة على 25 شخصاً ممن فقدوا البصر أو لم ترى عينهم النور منذ الولادة.
وخلصت الدراسة إلى أن كفيفي البصر يمكن أن يشكلوا مثالاُ يحتذى به في طريقة التفكير والتعامل الاجتماعي مع الآخرين. فالتصنيف العنصري للأفراد مبني بشكل أساسي على نتائج فكرية مبنية على قوالب ذهنية جاهزة يعتمدها الشخص في منطقة اللاوعي بمجرد رؤية شخص داكن البشرة مثلاً. بينما في حالة فاقدي البصر فإن هذه الأفكار الجاهزة غير قابلة للتطبيق الفكري لعدم وجود صورة تدعم الأنماط الفكرية الجاهزة إن وجدت.
وعملية التصنيف لدى فاقدي البصر تتم بصورة بطيئة ومستندة إلى عوامل لا تتعلق بالمظهر الخارجي للإنسان. فاقد البصر قد يكون لديه قوالب نمطية مستقاة من المجتمع المحيط به، ولكنه بحاجة للتعامل مطولاً مع الشخص المقابل لفهم أصله وتكوينه المجتمعي. وبالمجمل يصعب على فاقد البصر أن يكون صورة نمطية في دماغه استناداً لعوامل شكلية كلون البشرة.
ومع ذلك، وجدت الدراسة أن حتى فاقدي البصر يمكن أن تظهر لديهم خصائص عنصرية في آلية التفكير نتيجة لقوالب مستندة إلى تصنيفات اجتماعية للأعراق لا تستند إلى الشكل الخارجي فقط. ولكنهم بجميع الأحوال أقل قابلية لتكوين آلية تفكير عنصرية.