غيب الموت يوم 8 يونيو/حزيران الجاري في موسكو امرأة يمكن أن توصف بأنها ساحرة وفريدة من نوعها، وليست في الدنيا إمراه مثلها، كما يقول عارفوها.
فهي مارست الطب الشعبي، وكانت منجمة، وفيلسوفة، وفنانة تشكيلية، وحتى جنرالا فخريا في الشرطة الروسية، ورئيسة أكاديمية العلوم البديلة. وقد أعلنت جونا نفسها بأنها “آخر ملكة” للشعب الأشوري الضارب في القدم.
وقال رئيس مدرسة التنجيم الروسية ألكسندر زارايف إن “أبراجها” يمكن أن تقارن بأبراج الشاعر فيسوتسكي من حيث تأثيرها على روح الشعب. وأضاف قائلا:”لقد حكم عليها بأن تكون متنبئة عصرها، وأن تكون صاحبة رسالة سامية تهدف إلى تنوير أبناء الشعب. إنها لم تمت لأن علم التنجيم لا يعرف الموت. إنها غيرت شكل العيش بانتقالها من العالم ثلاثي الأبعاد إلى عالم متعدد الأبعاد”.
وفارقت جونا (يفغينيا دافيتاشفيلي) الحياة في الثامن من يونيو/حزيران الجاري عن عمر يناهز 66 عاما. وذاع صيتها في نهاية سبعينات القرن الماضي في مدينة تبليسي (عاصمة جورجيا حاليا) وبع ذلك نقلوها إلى موسكو لتعالج مسؤولا حزبيا كبيرا آنذاك. وبعد تعافي المسؤول صارت جونا تسكن في شارع أربات الشهير بالعاصمة موسكو، بالقرب من الكرملين. وقيل إن الأمين العام للحزب الشيوعي السوفيتي ليونيد بريجنيف المصاب بعدة أمراض كان كثيرا ما يستدعيها ويلجأ لخدماتها في الطب الشعبي للتخفيف من آلام أمراضه.
وكانت جونا تقدم خدمات طبية شعبية للكثير من الناس في العهد السوفيتي وبعده، وضمنهم المسؤولون في الحزب والدولة والرياضيون والفنانون الروس والأجانب وأبناء الشعب البسطاء. وفي غالبية الأحول كانت نتائج العلاج إيجابية.
واقترحت جونا على أكاديمية العلوم السوفيتية إجراء تجارب ودراسات علمية عليها من أجل الوقوف على سر إمكاناتها الساحرة فوق الطبيعية، وتوصل العلماء آنذاك إلى استنتاج يفيد بأنها تمتلك بالفعل قدرات غير طبيعية في التعرف على الأمراض ومعالجتها.
ومنحت جونا لقب بطلة العمل الاشتراكي للاتحاد السوفيتي ووسام صداقة الشعوب. ولديها عضوية في المجلس الاستشاري لدى الرئيس الروسي واتحاد الرسامين الروس واتحاد الكتاب الروس.
وبعد مقتل ابنها الوحيد الشاب في حادث مرور عام 2001 صارت جونا تعيش في عزلة عن البشر. وقيل إنها فقدت قدرتها الساحرة على شفاء الناس.
ستدفن جونا في مقبرة فاغانكوفو بوسط موسكو بالقرب من قبر ابنها.
المصدر:” RT “