هل ثمة مقومات لطول العمر؟ أو بالأحرى. هل من وصفة محددة نتبعها كي نعمر طويلاً؟ أحياناً حتى ال100 عام؟ بالطبع الأعمار بيد الله. إنما بحسب الأبحاث الحديثة يبدو بأن ثمة عوامل قد تساهم في عيش المسن براحة ورضى، وصولاً إلى ال200 عام!! بمشيئة الله طبعاً إنما أيضاً بالقليل من الدراية من قبلنا.
عدد المعمرين يزداد:
صدِّق أو لا تصدِّق، ولكن وعلى الرغم من كل العوامل السلبية من أمراض تلوث، تراجع سلامة البيئة ونوعية الأطعمة مع تقدم هذا العصر.. الأرقام واضحة وتثير الدهشة : منذ بداية القرن الشعري، قد تضاعفت فرص طوال العمر! والعجلة مستمرة في تزايد كل عام. حتى أن البعض قد تجاوز ال 100 عام ليعيش 105 أو 110 أعوام النتيجة انتصار حقيقي لخبراء الصحة وطول العمر. بيد أن سكان اليابان هم ” الرابح الأكبر” .موقع طرطوس
بحيث تجاوز 1421 منهم ال 105 سنوات و 22 ال 110 سنوات في خريف العام المنصرم بالفعل في جزيرة أوكيناوا. تجاوز عدد البالغين 100 عام. كل الأرقام القياسية: 40 ما بين 100000 إضافة حوالي 90 % منهم لا يعاني من مرض بالغ إلا في خلال الأشهر الأخيرة من حياته ، ما سرهم؟ حياة صحية هادئة: زراعة طبيعية محلية، عدم حرمان من أي طعام أوأطايب. شرب الشاي بانتظام. نشاط فكري وروحي جيد. علاقات غنية ، هم يحاربون التوتر عبر التأمل ورياضات الاسترخاء إذاً؟ هل على كل شخص العيش في اليابان ليعمر طويلاً ليس بالضرورة.موقع طرطوس
هل تَرِث طول العمر؟
لصحيح أن تطور الطب تكنولوجيا العلاج قد ساهما في إطالة العمر بشكل عام. إنما ليس الجميع ليحتفل بذكرى ميلاده ال 100 ليصحح أيضاً بأن جينات كل واحد منا ، تحدد جزئيات مدى عمرنا. قد أثبتت بعض الدراسات بأن التوأمين الحقيقين يتمتعان طول العمر شبيه. أكثر منهما التوأمين الزائفين. بيد أن هذ التأثير الوراثي ليس بالأهمية التي نتصور. لا تتدخل الكروموزمات سوى ب 30 % في حين ترتكز ال 70% المتبقية فعلى بيئة وسلوك كل شخص، غالباً ما يملك المعمرون قواسم مشتركة في ما يتعلق بنمط الحياة والوقاية من أهم التهديدات والمخاطر: مرض آلزايمر، السرطان، الأمراض القلبية الوعائية ما بين العوامل المتدخلة في طول العمر نجد التغذية والتي تلعب دوراً أساسياً للغاية.موقع طرطوس
ما هي التغذية المثلى؟
في الواقع تبني التغذية الأفضل سهل أكثر مما نتوقع مهما كان السبب يجب ألا نحرم أنفسنا من الأصناف. بل تخفيف الضار منها: عنينا الدهون الضارة ( المشبعة) المتواجدة في اللحوم، الأجبان الزبدة الكريم الحلوى.. وبالمقابل زيادة حصص الأحماض الدهنية غير المشبعة والمتواجدة أساساً في الزيوت النباتية الأسماك والثمار الجافة ، إضافة يجب تفضيل الأطعمة الغنية بالألياف، الفيتامينات، مضادات التأكسد ( تحارب التأكسد الذي يتلف الخلايا تدريجياً وسرع الهرم والمغذيات الأساسية عنينا: الفواكه، الخضار، البقول ( فاصولياء، حمص، عدس…) والحبوب الكاملة.موقع طرطوس
بكلمة التغذية المتنوعة بتوازن هي الورقة الرابحة: فهي تقي من السكري الذي ينقص من العمر حوالي ال15 عاماً! من االكولسترول الضار ( LDL) .
في حين تسمح بالحفاظ على وزن مستقر ولائق ( قد أظهرت الدراسات بأن اكتساب 10 كلغ زائدة في مرحلة انقطاع الحيض لدى المرأة ، يشجع ظهور سطان الثدي بإيجاز، بوسعنا التمتع بالأكل إنما بلا إسراف: بوسعنا حتى التمتع بكمية أسبوعية من الشوكولاته لا تقلّ عن الكلغ الواحد!!موقع طرطوس
الرياضة فالرياضة فالرياضة…:
مرت 10 سنوات كاملة من زيارتي الأخيرة للطبيب. في حين عانيت قبلها من نزف في المعدة ل 4 مرات متتالية! هذا ما يؤكده عماد والبالغ اليوم 70 سنة من العمر: ما سرّ هذا التحول الإيجابي لديه؟ الرياضة وتحديداً رياضات الاسترخاء والتركيز ( يوغا، حركات بطيئة متسلسلة، كي، غونغ) بالفعل كل خبراء البحث في طول العمر يتوافقون الرأي: الرياضة هي العامل الإيجابي الثاني بعد التغذية، فهي لا تقي فحسب من الأمراض البالغة بل وتحمي من ترقق العظام أيضاً من جهة أخرى. هي تزيد معدل إنتاج هرمون النمو والذي يؤخر ظاهرة الشيخوخة. تؤكد إحدى الدراسات المنشورة في مجلة طبية أميركية بأن كل زيادة في الإنفاق الحراري اليومي( صعود السلالم، أعمال منزلية، الاعتناء بالحديقة ، الرقص..) تخفض 32 % من نسبة الوفيات ما بعد سن ال 70 عاماً!موقع طرطوس
” لم أتوقف عن العمل يوماً”. متى أبقينا على النشاط، تحركنا أكثر”. هذا أيضاً من مقومات طول العمر وتحديداً النشاط في الهواء الطلق: النزهات، السباحة كرة المضرب. ركوب الدراجة..
النوم باكراً والنهوض باكراً لممارسة تمارين تليين العضلات ، يلعب دوراً إيجابياً أيضاً…
” لقد قرر دماغي أن أعمِّر طويلاً”
ولكن ، ماذا لو كان طول العمر في الذهن مثلاً؟ أريد إذاً أعيش بالفعل. ليست كل العوامل جسدية: الإبقاء على النشاط يعني أيضاً الاستمرار في إقامة علاقات إجتماعية والشعور بأننا ذات ” منفعة” البقاء شاباً هو أيضاً حال ذهنية: الحفاظ على رغبة الاعتناء بالمظهر وإثارة الإعجاب بما فيها اتباع الموضة الرائجة. بالطبع وفق ما يليق بنا.
غالباً ما يتمتع المسن بشخصية صلبة وعنيدة: قبالة صعوبات الحياة. سلاحه هو المحارية.” ما من محنة شاقة. يكفي إيجاد حلّ كل يوم”.
والأهم عيش اللحظة الحاضرة . بلا التحسر على الشاب الماضي وبلا خشية الشيخوخة المقبلة! هذا مفتاح التعمير حتى ال 100 عام!موقع طرطوس
دروس ولو ” متأخرة” في الإنترنت والكمبيوتر؟ ولم لا؟ الشباب يكمن في الإبقاء على حب الحياة والمعرفة المستمرة.
في الواقع. من يعمر طويلاً غالباً ما يتمتع بطبع حيوي، شخصية قوية لا تخلو من بعض الأنانية. هو أيضاً منفتح على الغير ويجيد الإفادة مما لديه بلا التذمر كما يجيد التكيف مع بيئته. مع الحفاظ على الفضولية الكافية والانفتاح على العالم.
وأنت هل ستعمر ل 100 عام؟
إن كنت تريد التحقق إذا ما كانت لديك مقومات العمر الطويل، لم لا تحاول الإجابة على هذا الاختبار الصغير؟ ضع علامة على الحالة المطابقة لك:
§ لا تدخن البتة ولا تشرب الكحولموقع طرطوس
§ تجاوز عدد أفراد أسرتك ال 85 سنة
§ غالباً ماتضحك وتتمتع بروح النكتة تنام بسهولة 7 أو 8 ساعات في الليل.
§ تأكل الكثير من الخضار والفاكهة والقليل من اللحوم.
§ لديك أكثر من 60 سنة من العمر ولست تعاني من مرض بالغ.
§ لا تعاني من داء السكري. موقع طرطوس
§ ما بين أجدادك، لم يقض أحد إثر احتشاء قلبي أو سكتة دماغية ( قبل ل 65 عاماً)
§ تمارس كل يوم الرياضة لمدة ساعة على الأقل: مشي، ركض، ركوب الدراجة، بستنة.
§ أنت من النوع المسيطر أكثر منه المسيطر عليه.
النتائج :
أقل من 5 إجابات:
لا داعي للقلق. مع تبني بعض العادات الصحية. بوسعك عيش شيخوخة هادئة والإفادة إلى أقصى حدّ من قدراتك.
ما بين 5 و 7 إجابات:
لديك فرص هامة في التعمير طويلاً: كل شيء ليس مكتوباً ( بل بالعكس) في الراموز الجينيّ!
أكثر من 8 إجابات:
أنت جاهز لتجاوز القرن من العمر!
يبقى أن تسالة هل ستستمر فرص طول العمل في التزايد خلال الأعوام المقبلة؟ لا شيء أكيد للأسف! ذلك لأن نمط الحياة العصرية يكدس الأضرار والمخاطر: تغذية اصطناعية بدانة، توتر ، تعرض مفرط للشمس. تلوث ( مبيدات، مضادات للفطريات، مزيلات الأعشاب السامة) فرط في تناول الأدوية…موقع طرطوس
في الواقع لكل عصر أفراحه وأتراحه، الحياة تشبه لعب الورق أو النرد. تحتوي المعطيات ( الميراث الجيني) الجيدة بيد أن الريح وقف على اللاعب وطريقة لعبه.
إنما فلنبق على التفاؤل: للتعمير طويلاً، علينا أولاً أن نحب الحياة.