قرن لين مكتنز وبراق ، يعطر المذاق الحلو بكل لطف ، إنها ثمرة الفانيليا ولكن ، ما قصتها الحقيقية وكيف أصبحت جزءاً لا يتجزأ من معظم أطباق التحلية وضروب الحلوى ؟ لنبحر معاً إلى ” الجزر” ، منشأها الأصلي ، عسانا نتعرف أكثر عليها ، زهرة الثمرة هذه هي السحلبية وهي تهوى الجزر الفردوسية الخلابة نجدها تنثر عطورها من شواطىء تاهيتي إلى مزارع جزر الريونيون ( Reunion ) ) حيث تنبت أفضل أصنافها في العالم .موقع طرطوس
الفانيليا ” بوربون “
ينبت هذا الصنف على الساحل الشرقي من جزيرة الريونيون ، تشهد أكبر تعاونية هناك ذروة نشاطها بين شهري يونيو وسبتمر في موعد قطاف الفانيليا فتصنيعها .
جزيرة ” الذهب الأسود ” إذا أتت أساساً من المكسيك ، بلغت الفانيليا مدغشقر ( Madagascar ) عبر جزيرة الريونيون . ظهرت مزارع الفانيليا الأولى في منطقة انتالاها ( Antalaha ) التي تعتبر عاصمة الفانيليا العالمية وحيث ينمو أشهر صنفين من السحلبية : موقع طرطوس
– الفانيليا البرية : زهرتها بيضاء خلابة برتقالية في الوسط وخالية من الأوراق .
– الفانيليا المزروعة : قرنها جد ثمين ويدخل في صناعة السكاكر ، المثلجات الألبان المحلاة وبعض المرطبات . تأوي مدينة انتالاها أيضاً ، مزرعة جوز الهند خاصة سوافانيو والتي تعتبر أكبرها في العالم .
ما بين شهري يونيو وأغسطس ، مرحلة تجفيف القرون ـ يعبق الساحل بكامله بعطر الفانيليا المسكر .
فانيليا تاهيتي
هذا النوع يتمتع بمذاق الفاكهة وهو جد غني باللب ، تكيف قرن الفانيليا الثمين الصغير مع مناخ جزيرة تاها في بولينيزيا ، لدرجة منحها إسمه فباتت تلقب بجزيرة الفانيليا . مزارع الفانيليا العديدة هناك تطبع بعطورها كل زاوية ، مضيفة أجواء شذية وشهية .موقع طرطوس
تاريخ حافل
لولا ذكاء وعبقرية أحد شبان الرقيق الأسود ، لكانت الفانيليا اليوم من أغلى وأندر التوابل في العالم ، قبل أن يكتشف طريقة جديدة لتلقيح زهرة السحلبية اصطناعياً ، لم يكن الشعب ليعرف كيف يزرع الفانيليا ، بل كان يكتفي بصدف الطبيعة .
نبتة معرشة مزدوجة الجنس ، كانت السحلبية وقفاً على نحلة ما أو عصفور طنان لتستمر وتتكاثر .
اكتشاف الشاب إدمون البيوس ، هو ما سمح بتطوير زراعة الفانيليا ، بعد شهر من تلقيح السحلبية ( عبر إدخال الشوك ) وبفضل أيادي النساء الرشيقة ، تظهر ثمار الفانيليا . قرون خضراء تكبر شيئاً فشيئاً . بعد 7 أو 8 أشهر ، تصبح كقرون اللوبياء الطويلة والمائلة إلى الصفار ، لا تتمتع بأية رائحة لكنها جاهزة للقطف . إذ توضع في ماء حرارته 60 درجة مئوية ولمدة 3 دقائق .موقع طرطوس
تحبس بعدها القرون في صناديق مبطنة بالصوف حيث ترشح لمدة 12 ساعة . من ثم يسهل تجفيفها ( أسبوع في الشمس وآخر في الفرن ) تترك القرون في صناديق تحتوي على ورق مكبرت ، ذلك كي تنمي نكهاتها بالكامل . في خلال عملية الألخيمياء البطيئة هذه ، تفرز القرون ” الفانيلين ” أي مصدر عطرها المسكر .
كيف نختار الفانيليا ؟
الفانيليا متوفرة في سائر الأسواق تحديداً في المتاجر الكبرى ، بغلاف بلاستيكي لكنها وللأسف ، غالباً ما تكون صغيرة ، هشة وباهتة .
إنما حذار قبل ابتياعها ، يجب التحقق من ليونتها ( مؤشر نضارتها ) عبر الوائها : إذا ما انكسر القرن ، من الأفضل عدم ابتياع الصنف .موقع طرطوس
إن أمكن ينصح بابتياعها لدى مخزن ، بقالة ، أحياناً نملك الخيار بين الفانيليا بوربون ( من جزيرة الريونيون ) الجيدة النوعية ، وفانيليا تاهيتي المعطرة بشدة والمنكهة بالأنيسون والتي يستعملها الأكثر كبار الطهاة ، الحلوانيون وصانعو العطور ، متى ابتعنا عدة قرون في آن ، من الأفضل حفظها في إناء زجاجي مقفل بإحكام ( كإناء المربى مثلاً ) في مكان بارد وبعيداً عن النور .
هكذا تحافظ على مزياها لأشهر عديدة .
كيف نستعمل الفانيليا ؟
يتألف قرن الفانيليا من جزأين : الغشاء الليفي واللب الداخلي المصنوع من آلاف الحبوب السوداء الصغيرة والتي تبث العطر والنكهة بغية استخراج الخلاصة ، يجب فتح القرن بالطول إلى جزأين وإخراج الحبوب لاستعمالها في الوصفة.موقع طرطوس
في حال أردنا إضفاء النكهة على سائل غال ( حليب ، شراب السكر ) علينا إضافة القرن المشقوق إلى جانب الحبوب ، من ثم ترك المزيج ينقع لمدة 30 دقيقة على الأقل أو لليلة كاملة .
لا تدخل الفانيليا في صناعة الحلوى فحسب بل يمكن استعمالها أيضاً لإضفاء المذاق والنكهة على عدة أطباق .
الفانيليا المزروعة :
قرنها جد ثمين ويدخل في صناعة السكاكر المثلجات الألبان المحلاة وبعض المرطبات .