شهد صعيد مصر حادثة مأساوية فريدة من نوعها، حينما قام أكثر من 300 شخص بالاعتداء على مسيحية عجوز على خلفية علاقة عاطفية لأحد أقربائها مع شابة مسلمة.
وأصدر الأنبا مكاريوس، مطران الأقباط الأرثوذكس بالمنيا وأبو قرقاص، بيانا، جاء فيه أن “الأحداث المؤسفة في قرية “الكرم” والتي تبعد مسافة أربعة كيلومترات من مدينة الفكرية،مركز أبوقرقاص بدأت بعد شائعة عن علاقة بين مسيحي ومسلمة، وقد تعرض المسيحي ويدعى أشرف عبده عطية، للتهديد، مما دفعه لترك القرية، بينما قام والد ووالدة المذكور يوم الخميس 19 مايو/أيار الحالي بعمل محضر بمركز شرطة أبوقرقاص، يبلغان فيه بتلقيهما تهديدات، وبأنه من المتوقع أن تنفذ تلك التهديدات في اليوم التالي، وبالفعل فإن مجموعة يقدر عددها بثلاثمائة شخص، خرجوا في الثامنة من مساء اليوم التالي الجمعة 20 مايو 2016 يحملون أسلحة متنوعة فتعدوا على 7 من منازل الأقباط، حيث قاموا بسلبها وتحطيم محتوياتها وإضرام النار في بعضها، حيث تقدر الخسائر مبدئيا بحوالي 350 ألف جنيه.
كما قام المعتدون بتجريد سيدة مسيحية مسنة من ثيابها، هاتفين ومشهرين بها أمام الحشد الكبير بالشارع، وقد وصلت قوات الأمن إلى هناك في العاشرة من مساء نفس اليوم، وقامت بالقبض على ستة أشخاص، وتباشر الآن التحقيق معهم”.
البيان الذي أصدره الأنبا مكاريوس (مطران الأقباط الأرثوذكس بالمنيا وأبو قرقاص) جاء بسيطا وغير حاد، إلا أن المعلومات التي وردت به تمثل أهمية استثنائية من حيث عدد المهاجمين وأسباب الهجوم، وطريقة التعامل مع النساء.
من جهة أخرى، أوردت مصادر أن المواطنة المصرية السيدة سعاد ثابت (70 سنة)، قالت في محضر الشرطة وبالعامية المصرية: “بهدلوني، يا بيه. حرقوا البيت ودخلوا جابوني من جوه. رموني قدام البيت وخلَّعوني هدومي، يا بيه، زي ما ولدتني أمي، مخلوش حاجة حتى ملابسي الداخلية وأنا باصرخ وابكي.. إن من قام بهذه الجريمة هم نظير إسحق أحمد زوج السيدة المسلمة، ووالده إسحق أحمد وشقيقه عبد المنعم إسحق أحمد… ابني أشرف ملوش علاقة بالست المسلمة. هي جات المركز وقالت إن زوجها نظير بيشهر بها ورفعت قضية. وهو عمل كده علشان يطلقها. لكن إحنا اتبهدلنا وكل بيتنا اتحرق وجوزى ضربوه وأنا لحد دلوقت مش قادرة اصلب طولي بعد ما ضربوني”… “ابنى هرب لأنهم لو شافوه كان قتلوه”.
يأتي هذا الحادث على خلفية دعوات من جانب الحكومة المصرية لتجديد الخطاب الديني، وأثناء لقاء شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب مع بابا الفاتيكان لبحث مكافحة الإرهاب وقضايا التمييز الديني.
واتخذ الحادث أبعادا إعلامية واجتماعية واسعة النطاق. وقارنه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بما حدث للصحفية الراحلة نوال علي في عام 2005 عندما تمت تعريتها أمام نقابة الصحفيين، مرورا بتعرية إحدى الفتيات في ميدان التحرير والتي عرفت فيما بعد بـ “ست البنات”، وأحداث كشوف العذرية في عام 2011، وما يحدث فى مراكز الشرطة.
وعلق محافظ المنيا اللواء طارق نصر على الواقعة بقوله: “إن ما يدور بالقرية أمر بسيط، وهناك بعض الأشخاص من المتورطين ألقي القبض عليهم، وتم عرضهم على النيابة. وأضاف أن الأمر تحت السيطرة ومن المفترض ألا تتناول وسائل الإعلام الأمر بشكل مبالغ فيه، خاصة أن الأمر يمس “الشرف والعرض”، موضحا أن الحادثة نتجت عن “شائعة”، ومن الممكن أن يكون مصدرها أحد المغرضين، مؤكدا أن الأمن سيطر على القرية.
RT