كم من مرّة سمعنا أو قرأنا هذه التوصيات وربما بات العديد منا يحاول احتساب حصصه اليومية من الخضار أو من الفاكهة أو الاثنتين معاً ليبلغ المجموع المطلوب . أي 5 حبات أو 400 غ على الأقل !
بيد أنّ الجهود الفردية هذه ما زالت جد بعيدة عن النتيجة العامة المطلوبة : بحسب الأرقام: ما زال معدّل استهلاك الخضار والفاكهة غير كافٍ نسبياً مقارنة بمعدل استهلاك أصناف أخرى .موقع طرطوس
فما العمل لزيادته وهل علينا حقاً أن نستهلك 5 يومياً . لا أكثر ولا أقل ؟؟
لم الخضار والفاكهة تحديداً:
لم يعد سراً بأن الأصناف المذكورة جد نافعة لصحة وسلامة الإنسان . بفضل غناها . ليس فقط بالفيتامينات والفلافونويدات المضادة للتأكسد.
إنما أيضاً بالألياف .وهي جد مفيدة من جهة أخرى بفضل تآزر مفاعيل كل من مكوناتها. علىالرغم من كل ذلك تبدي إحصاءات كثيرة متتالية مفارقة غريبة : تعتبر معظم المجتمعات من صغار مستهلكي الفاكهة والخضار وما زالت الأرقام على حالها .موقع طرطوس
حتى ما بعد إطلاق الحملات حول التوعية الغذائية وتركيز الاختصاصيّ على أهمية استهلاك الخضار والفاكهة بالدرجة الأولى !
ربما نكرّر أنفسنا ولكننا مضطرون لأن نعاود التذكير: الفاكهة والخضار من أهم مصادر الفيتامين – ج ((C .الفيتامين – و ( (E . فيتامينات المجموعة ب ( (B الجزرانيّات ((Carotenoids والمكونات الصغرى المضادة للتأكسد شأن متعددات الفينول ( (Polyphenols . كما المعادن ( بوتاسيوم. مغنيسيوم ( وأخيراً . الألياف.
في الواقع . حصة البيتا- كاروتين التي تحتويها أصناف الخضار والفاكهة تمارس تأثيراً مضاداً للتأكسد وبغاية الأهمية . تحديداً إزاء الأوكسيجين المفرد والذي تصدره إشعاعات الشمس ما فوق البنفسجية ((UV .والذي يهاجم الأنسجة الجلدية بلا تساهل .
الطماطم تقي من عدة أمراض؟:
في الواقع . يتراجع احتمال الاصابة بالسرطان والأمراض القلبية الوعائية . لدى كبار مستهلكي صنف الطماطم والذي يعتبر مصدراً مهماً من الليكوبين (Lycopene) .مقارنة بصغار مستهلكي الصنف عينه . أمّا الذين يفضلون استهلاك الخضار الخضراء بانتظام فلديهم أيضاً حصتهم من الأرباح إذ يباتون أقل عرضة لمرض ساد العين والماء الأزرق ( (Cataract ومرض انحلال البقعة المربوط بالتقدم في السنّ ( (Macular degeneration . كل ذلك بفضل غنى الخضار الخضراء باللوتيين ( (Luteine .
من جهة أخرى . تشكل معظم أصناف الخضار مصادر كبرى للفيتامين ب- 9 والمعروف الأكثر بحمض الفوليك ( (Folic Acid : دور هذا الحمض حماية المتقدمين في السن . من تراجع القدرات الإدراكية المعرفية .كما من ظهور مخاطر أو حوادث قلبية وعائية ( مربوطة بالتقدم في السنّ).موقع طرطوس
وبالطبع . بات جميعنا يعلم بأنّ أي نقص في حمض الفوليك.
تحديداً لدى استهلاك حمل المرأة . يزيد من احتمال ظهور تشوّهات خلقية في أنبوب الجنين العصبيّي.
أما لدى المسن فأي نقص هام في الحمض المذكور أيَضاً قد يؤدي إلى تراجع الوظائف المعرفية وارتفاع خطر الاصابة بأمراض قلبية وعائية : ينذر بذلك .ارتفاع معدّل الهوموسيستين في الدم .والجدير بالذكر أن %50 من شريحة المسنين يعانون من نقص هام في حمض الفوليك. ولا داعي لتفصيل المضاعفات !!
هل تعلمون أيضّا بأن منافع الفاكهة والخضار تتعدّى تأثيرها المضاد للتأكسد؟ بالفعل استهلاك حصص كبيرة من هذه الأصناف .لا يساهم في تقليص الأمراض السرطانية والقلبية الوعائية فحسب . إنما وأيضا في الوقاية من ذوبان الكتلة العظمية مع حلول مرحلة انقطاع الحيض لدى النساء .موقع طرطوس
هذا ومؤخراً استهل الخبراء اكتشاف وتأكيد منافع متعددات الفينول المتوفرة في الخضار والفاكهة . في مجال الوقاية من داء السكرّي ومن المتلازمة الأيضية (Metabolic Syndrome) أو بمعنى آخر ظاهرة البدانة !
هل من الواجب استهلاك 400 غ كل يوم؟:
لقد أثبتت الدراسات أيضاً مفعول متعددات الفينول المنظم والمحسن لتأثير وعمل الأنسولين ( إثر دراسة مفعول متعددات الفينول في الشاي الأخضر) . وبالتالي تحتل هذه المكونات الصغرى مرتبة مهمة في مجال الوقاية الغذائية ( عبر التغذية اليومية) من ظاهرة البدانة . أخيراً وليس آخراً يربط اختصاصيو التغذية الحصص اليومية غير الكافية من الخضار والفاكهة .
بالوزن الزائد .بارتفاع معادلة الخصر/ الوركين ووجود دهون ذات ميل تعصدي كما بارتفاع الضغط الشراييني .ولكن .هل تبدلت توصيات الخبراء في ما يتعلق بالكمية الواجب استهلاكها يومياً ؟ كلا ما زالت . 5 حصص من الخضار والفاكهة يبلغ كل منها ما يعادل الـ 80 غ .والمجموع 400 غ . كل يوم تلك هي الحصص اللازمة لحماية جسمنا بشكل فعال ومضمون تساوي الحصّة الواحدة على سبيل المثال: – حبّة موز واحدة
– تفاحة كبيرة ونصف التفاحة
– ثلثي حبّة برتقال.
– ثلث حبّة كريب فروت ( ليمون هنّدي ).
– حبّة واحدة من الكوسى.
– حبة كبيرة من الطماطم .
للأسف الشديد وعلى الرغم من الحجم الصغير نسبياً للحصص الموصي بها وعلى الرغم من كل المنافع الصحية لاستهلاك هذه الحصص على أسس يومية منتظمة وعلى الرغم من كل حملات التوعية .ما زال معدّل استهلاك الشعوب من الفاكهة والخضار غير كاف . ما يطرح مشكلة حقيقية تتصل بالصحة العامة في مجال الوقاية من الأمراض عبر التغذية اليومية .
بالتالي من الواجب والحيوي أن يتعاون العلماء وخبراء الصحة مع القيمين على الصناعات الزراعية الغذائية تعاوناً كاملاً لتشجيع وترويج . ليس استهلاك الفاكهة والخضار فقط إنما وأيضا كل المنتجات المشتقة عنها : مربيات . عصائر ،أحسية ، عصائد ..