كشفت دراسة حديثة أن كمية الكربون المخزنة بالغابات المحمية غربي أفريقيا قد زادت بالرغم من تعرض المنطقة لموجة جفاف طالت أربعين عاما.
وخلص فريق من الباحثين البريطانيين والغانيين إلى أن الأشجار التي نبتت في هذه المنطقة كانت من الأنواع القادرة على التكيف مع الظروف الأكثر جفافا.موقع طرطوس
ونشرت نتائج هذه الدراسة في دورية أيكولوجي ليترز.وكانت دراسات سابقة قد حذرت من تقلص معدلات الكربون المخزنة في الغابات بسبب موت النباتات في ظل ظروف القحط.وتقول صوفي فاوست من جامعة ليدز التي شاركت في إعداد الدراسة “على الرغم من ظروف القحط التي استمرت أمدا طويلا لم تتعرض الكتلة الحيوية في الغابات لخسائر كبيرة. وفي الحقيقة زادت الكتلة الحيوية خلال تلك الفترة”.وتعد الكتلة الحيوية أحد المكونات الرئيسة لدورة الكربون على الكوكب. فحينما تنبت الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون والماء لإتمام عملية التمثيل الضوئي. وبينما يتم إطلاق الأكسجين في الغلاف الجوي جراء هذه العملية يظل الكربون الذي تم امتصاصه داخل النبتة حتى تموت.موقع طرطوس
وتعلل فاوست ما خلصت إليه الدراسة من تزايد مخزون الكربون في الكتلة الحيوية رغم القحط باعتقادها “أن هذه الظاهرة سببها التغير في خصائص أنواع الأشجار التي نبتت”.
وتضيف “لقد وقع تحول بيئي طويل الأجل خلال هذه الفترة وتبعا لذلك فقد تغيرت توليفة الأنواع النابتة في الغابة بصورة طفيفة حتى تتمكن الأشجار من البقاء في ظل هذه الظروف من الجفاف” .وتستطرد “وهذا يعني الحصول على سلبيات أقل جراء القحط”.موقع طرطوس
تغير في المشهد
وتتبع فريق باحثي المملكة المتحدة وغانا أكثر من عشرة آلاف شجرة بين عامي 1990 و2010 في غربي أفريقيا. وتشهد هذه المنطقة ظروف جفاف منذ عام 1970 حيث انخفضت معدلات هطول الأمطار بنسبة تصل إلى ثلاثة وعشرين بالمائة مقارنة بما قبل 1970. وقالت الدكتورة فاوست إن الدراسة أسهمت في توسيع مدارك الباحثين بشأن تبعات الجفاف على الحياة النباتية والحيوانية.وقالت الباحثة لبي بي سي “كان الاعتقاد السائد أنه أينما حل الجفاف تناقصت الكتلة الحيوية”.واستدركت “بالتأكيد لم تتناول هذه الدراسات سوى تأثيرات القحط على المدى القصير. حيث تنخفض الكتلة الحيوية فعلا إذا ما شهدت منطقة ما ظروف جفاف عصيبة”.وتشرح “قد يكون لزيادة الكتلة الحيوية (المسجلة في هذه الدراسة) سبب آخر، ولكن اعتقادنا يتجه إلى أن الحفاظ على تكوين الغابات على الرغم من ظروف الجفاف إنما هو بسبب التغير في الأنواع المكونة للغابة”.موقع طرطوس
وبحسب فاوست “هذا يعني أنه ليس بإمكاننا تعميم نتائج دراسة تداعيات الجفاف الشديد على الأمد القريب وتطبيقها هي ذاتها على الأمد البعيد مع تغير أنماط هطول الأمطار”.
وكانت أبحاث قدمت في مؤتمر دولي للغابات عقد في وقت سابق من العام الجاري قد أشارت إلى أن الغابات الاستوائية في أفريقيا يمكنها أن تتكيف مع ظروف تغير المناخ أفضل من غابات الأمازون وما سواها من مناطق الغابات الرئيسة.وتمثل هذه النتائج تلميحا إلى أن أنواع الأشجار التي تمكنت من النجاة في هذه المنطقة عانت عددا من الكوارث المناخية خلال أربعة آلاف سنة خلت. ونتيجة لهذا، فقد أصبحت هذه الأنواع أكثر قدرة على التكيف مع التحولات المناخية المستقبلية.وتعد الغابات الاستوائية في القارة الأفريقية ثاني كبرى مناطق الغابات المستمرة على مستوى العالم. وتوصي الدكتورة فاوست “من المهم للغاية أن يتم المحافظة على هذه الغابات حماية لدورة الكربون على مستوى العالم”.موقع طرطوس
مارك كينفر
محرر الشؤون البيئية-بي بي سي
الأحد، 26 أغسطس/ آب، 2012