أصبح تساقط الشعر أكثر شيوعاً وبات الصلع يهدّد حتى الشبّان والشابّات . فما هي عوامل تفاقم هذه المشكلة ؟ وهل ثمة علاجات جديدة ؟ ما هي أفضلها ؟
تساقط الشعر هو مرحلة طبيعية من دورة نموهّ ولكن في بعض الأحيان تفوق الخسارة معدل النمو فيبدو الشعر ضعيفاً وغير صحي .
تطرأ هذه المشكلة عادة عند المرأة بعد الولادة ولكن ثمة عوامل أخرى شائعة تحفز التساقط بكميات كبيرة كالحمية القاسية والتبدلات الهورمونية . فما هي أهم هذه الأسباب ؟ وما هي سبل العلاج ؟
أنواع تساقط الشعر :
يتراوح التساقط الطبيعي للشعر بين 70 و 140 شعرة يومياً وما يفوق هذا العدد يعتبر دليل مشكلة وخلل . أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعاً بين النساء الشابات هو الصلع الشائع يليه ” الحاصلة البقعية ” والصلع الذكوري وفي حالات حادة ولكنها نادرة جداً الحاصلة والكاملة التي ينتج عنها تساقط الشعر وخسارته في كل أعضاء الجسم .
– الصلع الشائع Telogen Effluvium
هذا النوع من تساقط الشعر هو أشبه بطرح الشعر أو الإرهاب الدوري وأسبابه المحتملة هي الإجهاد الحاد ، الحمى المرتفعة ، العمليات الجراحية ، والولادة .
وبالإمكان أن ينجم أيضاً عن خسارة حادة للوزن بعد حمية قاسية تعاني من جرائها المرأة من نقص في المكونات الغذائية وبالأخص الحديد والفيتامين B12 والزنك .
قد ينشأ هذا النوع أيضاً عن تبدلات هورمونية تطرأ بعد البدء بتناول حبوب منع الحمل أو استبدالها أو توقيفها أو بعد اللجوء إلى علاج التعويض الهورموني ( HRT ) .
العلاج
عادة ما يعود الشعر إلى النمو تلقائياً دون الحاجة لعلاج متى تمّ إزالة السبب الكامن وراءه . ولكن في بعض الأحيان تحتاج المرأة إلى مضافات غذائية مع تدني معدل مخزون الجسم من الحديد وتنصح بتناول الأطعمة الغنية به كاللحم الأحمر والكبد والمشمش والدراق المجفف والعنب والبيض والخضار الورقية .
ويشكل السمك والفطر والقريدس والحليب والحبوب مصدراً غنياً للزنك ، أما الفيتامين B12 فهو متوفر في اللحم وخاصة الكلى والأكباد والبيض ومشتقات الحليب .
– الصلع الذكوري Alopecia Androgenetica
يصبح الشعر خفيفاً في أعلى فروة الرأس وهذا النوع الذي ينتج عن نزعة وراثية هو سبب الصلع من النمط الذكوري عند الرجال لكنه يصيب أيضاً النساء أحياناً وعادة ما يبدأ في أواسط العمر مع بلوغ الثلاثينات ويصيب ثلث النساء بعد مرحلة الأياس . ولكن واحدة من بين كل ثمانية نساء تشكو منه حتى قبل هذه المرحلة ، وتشير الطبيبة إليزابيت ستيل مؤسسة المجموعة الدولية للعناية بالشعر إلى أن هذا النوع من فقدان الشعر يشكل مشكلة تزداد تفاقماً وإنتشاراً .
من الأسباب المحتملة لهذا النوع من التساقط ، إضافة إلى النزعة الوراثية ، الخلل الهورموني الناجم عن تعاطي بعض أصناف حبوب منع الحمل كالنوريثيستيرون Norethisterone ذات المواصفات المطابقة تماماً للهورمون الذكري القوي البروجسترون . وقد يكون الصلع الذكوري أيضاً مؤشراً لتناذر تكيّيس المبيضين عند المرأة .
يقضي العلاج أولاً التنبه للعوامل المسببة وإزالتها كإستخدام نوع أخف من حبوب منع الحمل Dianette و Marvelon وهما عقاريين يحتويان على مواد مضادة للهورمون الذكري ، وبالنسبة للنساء اللواتي بلغن سن الأياس ، يفضل إستخدام علاج هورموني بديل يحتوي على نسبة عالية من الهورمونات الأنثوية ” الأستروجين ” التي غالباً ما تعطي شعراً كثيفاً وأكثر مطواعية وعلى نسبة مئوية خفيفة من البروجسترون .
في حالات أخرى يتم إعطاء وصفة طبية بإسم مينوكسيديل Minoxidile أو ريغان Regaine بشكل لوسيون يستخدم لتحفيز النمو وإبطاء التساقط : وبالإمكان الحصول على هذين المحلولين اللذين تدخل تركيبتهما أساساً في أدوية ضغط الدم المرتفع ، من أي صيدلية على أن تكون نسبة كثافتهما لا تتعدى الإثنين في المئة ، غير أن الدكتور فانتون يوصي بإستخدام كثافة مئوية بنسبة 5 بالمئة من أجل فعالية أكبر شرط أن يتم وصفها من قبل طبيب .
عقار المينوكسيديل Minoxidile هو من الأدوية الآمنة والخالية نسبياً من أية تأثيرات جانبية سيئة . يفرك المحلول على فروة الرأس مرتين في اليوم وفي النهاية يبدأ الشعر الناعم بالنمو .
بعض الأشخاص يشكون من أنه يسبب جفافاً في فروة الرأس .
موانع الهورمونات
وهي علاج يستخدم لإيقاف مفعول الهورمونات الذكرية عند المرأة ويشكل البروسكار Proscar Finasteride عقاراً ناجحاً لصد نشاط هورمون التستوستيرون Testosterone لكنه غير مرخص للإستخدام في معالجة سقوط الشعر . ولا تنصح به النساء ، خاصة المرأة الحامل ، أو تلك اللواتي يفكرن بالإنجاب بسبب المخاوف من أن يتسبب بأضرار في الأجنة الذكور .
الجراحة : وتقضي بزرع الشعر الموجود في موضع كثيف من فروة الرأس في الجزء المصاب منها وهي وسيلة قد تكون فعالة جداً .
الحاصة البقعية Alopecia Areata وهي مرض جلدي تلقائي حيث تهاجم خلايا جهاز المناعة بصيلة الشعر ، فيتساقط بقعاً لكن الجلد تحته يبقى طبيعي المظهر والملمس . وهو يصيب امرأة من بين كل مئة ، وفي أغلب الأحيان يعود الشعر إلى طبيعته بدون علاج لكن نسبة ثلثي اللواتي عانين من هذا المرض اختبرن بقعاً صلعية إستمرت كل حياتهن . والأمر قد يكون أسوأ عند الإصابة بالحاصة البقعية في مرحلة الطفولة لأنها قد تصيب الأطفال المعرضين للربو والأكزيما أو حمى القش أو هؤلاء الذين يملكون نزعة وراثية في العائلة لأي مرض جلدي أو مناعي .
أما السبب المحتمل فليس واضحاً بعد لكن العوامل المحفزة قد تنتج عن عدوى فيروسية أو إجهاد حاد نفسي أوجسدي مثل الطلاق ، أو فقدان شخص عزيز أو التعرض لصدمة أو عملية جراحية ، وكذلك تلعب التأثيرات الجانبية لبعض الأدوية والحمية الغذائية القاسية دوراً في ذلك .
العلاج
عند الإصابة بحاصة بقعية صغيرة الحجم هناك إحتمال يفوق 75 بالمئة بأن يعود الشعر إلى طبيعته بدون أي علاج وإلا يصار إلى إستخدام الستيرويد Steroid المرفق بالزنك بشكل لوسيون أو كريم من أجل تخفيف نشاط الجهاز المناعي . عند حصول حاصة بقعية كبيرة فإن وصفة طبية من المينوكسيديل أو اللوسيونات المحفزة الأخرى التي يتم دهنها على فروة الرأس غالباً ما تكون فعالة لأنها تثير الجهاز المناعي وتجعله يعمل على مهاجمتها بدل مهاجمة بصيلة الشعر . وأخيراً تجدر الإشارة إلى أن هذه العلاجات وللأسف لا تقي من إحتمالات تكرار الإصابة ولا تعمل سوى خلايا فترة إستخدامها ولكنها تساعد في السيطرة على أعراض الإصابة .
أهمية التشخيص
من المهم رؤية الطبيب وزيارته من أجل كشف أسباب فقدان الشعر . فهو سوف يقوم بإستقصاء الأسباب الوراثية ، وفحص عينات من الشعر وحتى إجراء تحليل للدم من أجل كشف أي نقص في مخزون الحديد الذي لا يترافق أحياناً مع وجود فقر للدم أو من أجل معرفة معدل الهورمون في الدم وأداء الغدة الدرقية ، ويقوم على ضوء النتائج بتحويلك إلى طبيب جلدي أو أخصائي في الغدد الداخلية وفق حالتك .