توصل خبراء إلى أن المنتديات وغرف الدردشة على الإنترنت يمكن أن تساعد على نحو إيجابي من يعانون من حالات الاكتئاب.وتوصل الخبراء إلى هذه النتيجة بعد أن أجرى باحثون من جامعة أكسفورد تحليلا شمل 14 دراسة مختلفة تبحث طريقة استخدام فئة الشباب للانترنت.
ونشرت الدراسة في دورية (بلوس وان)، وأشارت إلى أن عددا من الدراسات توصلت إلى وجود صلة تربط بين استخدام الإنترنت وإلحاق الضرر بالنفس والانتحار.
لكنها قالت إن دراسات أخرى توصلت إلى إمكانية أن يكون الانترنت إيجابي التأثير في هذا الشأن.
يذكر أن الأخطار الناجمة عن استخدام الإنترنت حظيت باهتمام ودراسة واسعة النطاق هذا العام. ويشار إلى إحدى الحالات التي وجدت فيها فتاة تدعى هنا سميث من وسط انجلترا منتحرة شنقا بعد تلقيها رسائل بذيئة على موقع للتواصل الاجتماعي.
ومنذ ذلك الحين اقترحت دراسة للجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال أن خُمس الفئة العمرية التي تتراوح أعمارها بين عام و 16 عاما تعاني من تجارب سلبية جراء استخدام الإنترنت.
إنعزال إجتماعي
وأبرزت دراسة جامعة أكسفورد عددا من الأخطار الناجمة عن استخدام الإنترنت من بينها اعتياد إلحاق الأذى بالنفس وخطر التنمر.
وقالت الدراسة أيضا إن ثمة “علاقة قوية” بين منتديات الإنترنت وتفاقم خطر الانتحار على وجه الخصوص.
لكن الباحثين قالوا إن بعض الدراسات أظهر أن منتديات الإنترنت تدعم وتربط بين من يعانون الانعزال الاجتماعي.
كما أن هناك أمثلة تشير إلى تشجيع مستخدمي المنتديات على التحلي بمسلك إيجابي وتنصح الآخرين بتقديم مساعدة وتبادل التهنئة مع آخرين لعدم إلحاق الضرر بأنفسهم.
وقال كيث هاوتون، المشرف على الدراسة: “ينهض التواصل من خلال الإنترنت والوسائل الإلكترونية الأخرى بدور محتمل في كل من الإسهام في لجوء الشباب إلى سلوك الانتحار وفي الوقاية منه في نفس الوقت.”
وأضاف “سوف تتضمن الخطوة التالية تطوير تدخلات علاجية عن طريق استخدام قنوات الاتصال هذه، لاسيما في التواصل مع من لا يسعون للحصول على المساعدة من خلال العيادات.”
وقال جو فيرنس من جمعية (ساماريتانس) الخيرية “ينبغي الاعتراف بأن العديد من الناس يستخدمون منتديات الانتحار وغرف الدردشة لمناقشة ما يشعرون به من اكتئاب وإحباط دون الإفصاح عن هويتهم، بما في ذلك أفكار تتعلق بالانتحار، وهو ما قد يكون له تأثير إيجابي على الفرد، حيث قد يعبر الشخص عن مشاعر لم يكشف عنها من قبل لأي شخص في حياته الواقعية.”
وأضاف “بدلا من التركيز مبدئيا على سبل إغلاق ومراقبة مثل هذه المواقع، ينبغي أن نفكر في الفرص المتاحة على الإنترنت للوصول إلى أناس يعانون من مشاعر الاكتئاب ومساعدتهم.”