التوكسوبلازموس مرض عضال يصيب الغنميات
في الآونة الأخيرة زاد مرض التوكسوبلازموس ، فأصبح سبباً معروفات للإجهاض والموت عند الولادة بين الغنميات ( أصناف الغنم). وقد قام مؤخراً فريق من العلماء في جامعة شفيلد ، يعاونهم أطباء بيطريون من وزارة الزراعة ، باكتشاف جديد مهد الطريق أمام القضاء على مرض التوكسوبلازموس.
ما هو التوكسوبلازموس؟
التوكسوبلازموس عدوى خبيثة سببها جرثومة ذات خلية واحدة ، أطلقوا عليها اسم التوكسوبلازما – غوندي . وقد تبين أن التوكسوبلازموس واحد من أسباب الإجهاض والموت عند الولادة لدى الحملان ، وقد انتشر هذا المرض في نيوزيلندا وبريطانيا وهدد بلداناً أخرى كثيرة في العالم .
أساليب الحماية وتطويرها
عندما تجهض نعجة ، أو تنجب حملاً ميتاً مصاباً بالتوكسوبلازموس ويبدأ الطبيب المعالجة ، فإن مدة حبلها المقبلة تنتهي بإنجاب حملان عاديين غير مصابين ، لأن أساليب حماية القطعان قد تطورت بشكل يروع جراثيم هذا المرض ، ويمنعها من العيش والدوران في نظام النعجة الجسدي … وتبدو الحماية تلك غاية في القوة ، بحيث أن المحاولات التجريبية الرامية إلى إلحاق العدوى مجددا خلال فترة حمل لاحقة لم تحقق أي ضرر بجنين الحمل .. وحتى الساعة ، لم يعرف بالضبط من أين تتأتى العدوى ، وكيف تصل إلى الخراف وهي ترعى ، ثم تنتقل من خروف إلى آخر . وفي حال عدم وجود نعجة حبلى في القطيع ، فإن الخطر أمر مستبعد . ويمكن القول أن لهذا الأمر حسناته ، إذ أن العدوى التي تصيب النعجة غير الحبلى ، تظهر عندها نوعاً من المناعة الذاتية بحيث تمنع كل عدوى لاحقة أثناء فترات حملها المقبلة …
وفي غالب الأحيان لا يتم عزل سائر الغنمات في القطيع عن المرضى منها . لقد دأب المربون على شراء نعاج جديدة ، توضع وسط القطيع ، وفي حال عدم وجود أي حيوان مصاب بالعدوى بين النعاج الجديدة أو بين بقية القطيع فإن حدوث العدوى أمر مستبعد ، لكن في حال إصابة القطيع بالعدوى ونجاة النعاج الجديدة ، فمن المحتمل أن تصاب النعاج – وهذا ما يحدث نادرا – فإن سلم القطيع ، وأصيبت النعاج الجديدة فإن الداء يسري ، وتنجم عنه نتائج مأساوية .
ما هو الحل ؟
بادئ ذي بدء يجب التأكد من أن القطيع والنعاج الجديدة قد وضعا سوية قبيل التزاوج ، كي تسري العدوى ويفسح المجال أمام أساليب الحماية المتبعة قبل مرحلة الحمل . وغالباً ما يسبب مرض التوكسوبلازموس الاجهاض لدى 40 بالمائة من مجموع الولادات .
لكن كيف نكتشف ما إذا كانت الاجهاضات قد نشأت عن التوكسوبلازموس أم عن سواه ؟
للتأكد من ذلك يجري فحص بالغ الدقة ” للمشيمة” فتظهر أحياناً بقع بيضاء أو صفراء في الفلقات ، ويبلغ أحيانا حجم البقع ذرات الملح .
وأن اكتشاف بقع من هذا النوع يوحي الشك بوجود التوكسوبلازموس ، فيصبح من الضروري إكمال الفحص المختبري.
تحليل المرض وتشخيصه
كثيرة هي طرق التحليل ، واحدة منها تتلخص بتقطيع أجزاء صغيرة من ” المشيمة” ، فتصبغ ، ويصار إلى فحصها تحت مجهر قوي ، مما يسهل رؤية الجراثيم ، ويستغرق هذا النوع من التحاليل وقتاً طويلا ، ولا يتم إلا في مختبر مجهز بأدوات خاصة .
وسرعة التشخيص عامل هام أثناء وجود موجة الإجهاض ، فإن تبين أن هذه الآفة قد نتجت عن التوكسوبلازموس ، فليس من الضروري ذبح النعاج إذ من الممكن أن تضع حملاناً في السنوات المقبلة . وليس من الضروري أيضا عزلها لمنع العدوى من الإتلاف ، تلك أن العدوى لا تحدث ضرراً أثناء فترة إنجاب الحملان … لكن إذا كان هناك أسباب أخرى للإجهاض بين الغنميات فإنه يصبح من الضروري عزل النعاج عن القطيع لفترة ما .
لذلك فمن المهم تحديد هوية سبب الإجهاض بسرعة منعاً لحدوث كوارث جديدة تضر بالمربين والضحيات على السواء .
وفي حال السهر العلمي الكافي على تشخيص هذا المرض ومعالجته يمكن انقاذ الملايين من الأغنام في العالم كل سنة .