الآن وبعد الإعلان رسميا عن اكتشاف الماء السائل على سطح المريخ، يحذر العلماء من مخاطر تهديد الكائنات الفضائية للنظام البيئي على كوكب الأرض.
ويأتي هذا التحذير بعد عقود من البحث والتنقيب على سطح الكوكب الأحمر، والذي تم تتويجه بإعلان وكالة ناسا يوم الاثنين الماضي 28 سبتمبر/أيلول الإثبات النهائي لوجود المياه السائلة على سطح المريخ. وحيثما يوجد ماء هناك الحياة محتملة أيضا.
ولأن العلماء يدرسون منذ فترة طويلة هنا على الأرض الجراثيم المقاومة للبيئات القاسية للغاية، مثل البيئات الجليدية أو الحارة أو المالحة أو الخالية من الضوء، يفترض علماء الفلك وجود نفس النوع من هذه الكائنات ربما على كواكب أخرى أيضا. ويأتي الإعلان عن وجود الماء على سطح المريخ هذا الأسبوع ليؤكد أنهم ربما كانوا بالفعل على حق في ما أتوا به من وجهة نظر.
ولو صح هذا الافتراض، لعنى ذلك ربما أن أمن كوكب الأرض معرض للخطر، إذ يمكن للمواد المستخدمة في مهام على سطح باقي الكواكب أن تتصل بميكروبات خارج كوكب الأرض، ما قد يجلب نوعا من التلوث المريخي الخطير إلى كوكب الأرض.
ويقول العلماء، إن مصدر الخطورة في ذلك هو عدم قدرتهم على التنبؤ بتصرف هذه الجراثيم أو الكائنات أو الميكروبات عند انتقالها إلى بيئة مليئة بالكائنات الحية، مثل كوكب الأرض.
الجدير بالذكر أن بعض علماء الأحياء كتب في وقت سابق من هذا العام، قبل إعلان اكتشاف ناسا، عن مخاوفه بشأن انتقال بكتيريا الأرض إلى كواكب أخرى من خلال المعدات والأدوات التكنولوجية، وأكد العديد من علماء ناسا أن هناك حاجة ملحة لوضع استراتيجية معينة، لضمان ألا تنتقل البكتيريا من الأرض إلى الكون.
ذلك أن المهمات الحديثة أصبحت أكثر عرضة لنقل الجراثيم منها في أي وقت سابق في تاريخ مهمات الفضاء، لأن المركبات الفضائية الحديثة أصبحت تحتوي على معدات معقدة وحساسة، لا يمكن تعقيمها على أكمل وجه.
والآن بعد إعلان ناسا هذا أصبح الحديث معكوسا، حيث اضحي العلماء يخشون من انتقال كائنات المريخ الدقيقة – إن وجدت – إلى الأرض.
ويقول العلماء إن هناك حاجة ملحة لمعرفة الحل، فنحن نعلم الآن أن المياه موجودة هناك، ونحن في سباق مع الزمن لمعرفة ما يمكننا فعله قبل البدء في مهمات اكتشاف أسرار كوكب المريخ.