يقول العلماء إن الناس عندما يشعرون بحالة من الخوف الشديد، تقفز لديهم عوامل الاستجابة للمؤثرات الخارجية بشدة.
وربما تكشف هذه الحقيقة استفادة البشر في وقت مبكر من هذه الميزة عند مواجهتهم تهديدات من وحش معتدٍ، حيث تمنحهم عوامل الاستجابة السريعة من جانب الأدرينالين الضروري إما لمقاومة المُعتدي أو للهرب من مكان وجوده.
وفي هذه الحالة يُعد اندفاع الأدرينالين استجابة لا إرادية، يسيطر عليها الجهاز العصبي اللاإرادي، وتكون عادة مصحوبة بارتفاع في معدل ضربات القلب، مع اتساع في حدقة العين، وزيادة في تدفق الدم إلى العضلات.
إلا أن العلماء يؤكدون أن زيادة مستويات الأدرينالين يمكن أن تؤدي إلى تلف القلب.
ذلك أن الأدرينالين عند انطلاقه يتسبب في فتح قنوات للكالسيوم بداخل القلب، فيندفع الكالسيوم من خلالها في خلايا القلب، الأمر الذي يسبب انكماش عضلة القلب بشدة، وفي حالة الهلع أو الخوف الشديد لا يتوقف الكالسيوم عن التدفق، وبالتالي فإن عضلات القلب لا يمكنها الاسترخاء، ويتطور ما يسمى بعدم انتظام ضربات القلب، المعروف باسم “الرجفان البطيني”.
وهذا الرجفان البطيني يؤدي في نهاية الأمر إلى انخفاض ضغط الدم بشدة، وهذا ما يفسر كون توجيه فوهة مسدس إلى رأس شخص ما أو تنفيذ خدعة قاسية معه، من الممكن أن يؤدي إلى اضطراب في عمل قلبه، وبالتالي إلى حدوث أزمة قلبية قد تتطور إلى أزمة حادة، مما قد يحوّل موقفا مازحا إلى موقف مميت.
ويقول العلماء إن هذا الخطر يتعرض له أيضا الأشخاص الأصحاء، وليس فقط الذين يعانون من مشاكل في القلب، وإن كان من يعانون من مشاكل القلب أكثر عرضة لخطر الوفاة من غيرهم من الأصحاء بالطبع.
ويوضح العلماء إن الخوف ليس وحده فقط يمكنه أن يتسبب في هذه الخطورة البالغة على صحة الأشخاص، فأي نوع من الانفعال الشديد يمكن أن يؤدي إلى رد فعل مماثل، والمستويات العالية من الأدرينالين يمكن أن تؤدي إلى الموت أيضا، مثل ما يمكن أن يحدث أثناء الجماع الجنسي، أو المناسبات الدينية المتطرفة، أو بسبب الاستجابة المفاجئة للأصوات الهائلة، مثل القنابل الصوتية.