يسبب اقتراب المذنبات من الكواكب اضطرابا في حقلها المغناطيسي.
فبعد مضي بضعة أسابيع على بلوغ مسبار وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” MAVEN مداره حول الكوكب الأحمر، مر المذنب C/2013 A1 الذي يطلق عليه ايضا اسم “Siding Spring”، على بعد 140 ألف كلم من المريخ، مما اضطر العلماء الى وقف عمل عدد من أجهزته حفاظا عليها من العطب.
ولكن بعض هذه الأجهزة ومن ضمنها جهاز قياس المغناطيسية بقي يعمل، مما سمح بقياس مؤشرات الحقل المغناطيسي للمريخ بعد مرور المذنب مباشرة. وتبين بعد تحليل القياسات ان مؤشرات الحقل المغناطيسي للكوكب تغيرت أكثر مما كان الخبراء يتوقعون. وحسب الخبير جارد ايسبلي “تسبب المذنب في حدوث اضطراب حاد في الحقل المغناطيسي للمريخ”.
تجدر الاشارة الى ان ليس للمريخ بخلاف الأرض حقل مغناطيسي قوي يولد داخل الكوكب. فينشأ الحقل المغناطيسي للمريخ نتيجة حركة الدقائق المشحونة في طبقات غلافه الجوي.
أما المذنب “Siding Spring” فمحاط بحقل مغناطيسي ينشأ من تفاعل الرياح الشمسية مع البلازما التي تنتج على شكل كرة غازية تحيط بنواته. وحجم هذه الكرة كبير مقارنة بحجم المريخ، حيث يبلغ نصف قطرها مليون كيلومتر، (نصف قطر النواة لا يزيد عن نصف مليون كيلومتر)، والحقل المغناطيسي للمذنب اقوى من حقل المريخ.
عند مرور المذنب بالقرب من الكوكب يتغير اتجاه التوتر في الحقل المغناطيسي للكوكب في بعض النقاط وعند بلوغه اقصر مسافة تفصلهما يضطرب الحقل المغناطيسي للكوكب بصورة فوضوية غير متوقعة.
RT