المناعة هي قدرة الجسم على مواجهة المواد الغريبة والميكروبات وهذه الوظيفة تمنح الجسم وقاية ضد الامراض الالتهابية لان معظم الميكروبات يميزها الجسم كاجسام غريبة عن جهاز المناعة حيث تعتبر المناعة جهازا معقدا من الخلايا المتفاعلة مع بعضها للتعرف على أي ميكروب.. بعدها يعمل الجسم على انتاج اجسام بروتينية تسمى الاضداد او الاجسام المضادة. وليس ضروريا ان يكون الجسم الغريب حيا حتى يتم انتاج الاجسام المناعية بل ان بعض جزيئات المواد البكتيرية او الفيروسية قد تكون سببا في انتاج الاضداد المناعية.
أنواع المناعة :
أولا : المناعة السلبية
وهي عبارة عن نقل اجسام مضادة جاهزة تم انتاجها من انسان او حيوان الى انسان اخر وتقوم باعطاء الجسم مناعة ووقاية مؤقتة ضد بعض الالتهابات حيث يتناقص تركيز تلك الاجسام المضادة في جسم الشخص المتلقي خلال فترة اسابيع او اشهر وبالتالي يصبح الشخص مفتقدا للمناعة.. واكثر الانواع شيوعا لذلك النوع هو مايتلقاه الجنين من امه حيث تنتقل الاجسام المضادة من دم الام الى الجنين عبر المشيمة خلال الشهر او الشهرين الاخيرين من الحمل وبالتالي تكون لدى الطفل في نهاية الحمل نفس الاجسام المناعية الموجودة عند الام وتتسبب تلك الاجسام في حماية الطفل ضد الامراض لمدة قد تصل الى سنة بعد ولادته. اضافة الى ذلك فان هناك مصادر خارجية اخرى لتلقي البروتينات المناعية.
ثانيا: المناعة الايجابية
وتكمن طريقتها في تحريض الجسم وتحفيزه لانتاج اجسام مناعية من نفس الشخص ويتميز ذلك النوع من المناعة ان الوقاية فيه ضد المرض تستمر لعدة سنوات وقد تكون مدى الحياة. وتعتبر الاصابة بالمرض نفسه احد انواع اكتساب المناعة الايجابية وقد تقوم الاصابة بمعظم الالتهابات بترك مناعة بعد الشفاء ضد تلك الامراض تستمر مدى الحياة ويرجع السبب في استمرار الوقاية لفترة طويلة هو ان الاصابة الاولى وصورة ذلك الميكروب تبقى مخزنة في الذاكرة المناعية بحيث توجه الاجسام المناعية للهجوم والقضاء على ذلك الميكروب في حالة دخوله الجسم مرة اخرى. اما الطريقة الاخرى لتلقي المناعة الايجابية فهي التطعيم او اللقاحات حيث يتفاعل اللقاح مع مناعة الجسم ويؤدي الى انتاج اضداد مناعية مشابهة لتلك الاضداد التي يقوم الجسم بانتاجها في حالة الاصابة الحقيقية بالمرض.
تصنيف اللقاحات :
هناك نوعان اساسيان من التطعيمات وهما اللقاحات الحية واللقاحات غير النشطة وتختلف مزايا وصفات هاتين المجموعتين وهذه الصفات هي التي تحدد كيفية استخدام اللقاح.
– يتم انتاج اللقاحات الحية عن طريق تعديل الفيروس او الجرثوم المسبب للمرض في المختبر وهذا يؤدي الى احتفاظ الفيروس الموجود في اللقاح بقدرته على التكاثر والنمو داخل الجسم وبالتالي استجابة الجسم لانتاج اجسام مضادة في حين ان الفيروس بعد تعديله مخبريا لم يكن قادرا على احداث المرض بمعنى اننا نكون قد ادخلنا للجسم صورة لفيروس عاجز على احداث المرض لكي يقوم الجسم بانتاج الاجسام المناعية ضد هذا الفيروس وحماية الجسم ضد ميكروبات جديدة مشابهة قد تدخل الجسم ولو بعد عدة سنوات. ومن امثلة ذلك لقاح الحصبة وقد تم عزل الفيروس من طفل مصاب في عام 1954م وبعدها تم اضعاف هذا الفيروس في سلسلة امتدت عشر سنوات قبل ان يتحول ذلك الفيروس الممرض الى فيروس يستعمل في اللقاح ضد مرض الحصبة.
تنمو تلك الفيروسات في اللقاحات الحية المضعفة في جسم الانسان وتحدث الاستجابة المناعية. ورغم كون الفيروس في اللقاح حيا فانه لايسبب المرض عادة كما يحدث مع الفيروس غير المعالج. وفي حالات نادرة قد يتسبب ذلك اللقاح الحي ببعض في اعراض المرض ولكن يكون اخف من المرض المعروف بكثير وتدعى تلك الحالة احد الاعراض الجانبية للقاح.. وفي بعض الحالات قد تسبب اللقاحات الحية المضعفة اضرارا جانبية خطيرة بسبب تكاثر ونمو فيروس اللقاح بشكل لايمكن السيطرة عليه وهذا يحدث عادة عند المرضى ناقصي المناعة والمصابين بمرض الايدز.
– اللقاحات غير النشطة او المعطلة تكون مكونة من كامل الجرثوم او الفيروس او من اجزاء بروتينية او كربوهيدراتية من أي منهما ولا يمكن لذلك النوع ان يسبب المرض حتى عند الشخص ناقص المناعة كما يمكن ان يحدث في بعض حالات اللقاحات الحية المضعفة ومثال ذلك لقاح الانفلونزا.. وهناك لقاحات عديدة السكريات وهي لقاحات تحوي جزيئات من السلسلة المغلفة للميكروب او الفيروس.. كما ان هناك لقاحات يمكن انتاجها عن طريق الهندسة الوراثية.
شروط حفظ اللقاح وطريقة التعامل معه
يجب الانتباه لشروط حفظ اللقاح فقد يؤدي الإخلال بأي شرط منها الى فشل عملية التطعيم فبعض اللقاحات حساسة لارتفاع درجة الحرارة مثل لقاح الحصبة والحمى الصفراء وبعضها يتاثر بالتجميد مثل لقاح التهاب الكبد الوبائي.
يجب التاكد من تاريخ انتهاء صلاحية اللقاح كما يتوجب كتابة تاريخ ووقت فتح او حل اللقاح ومن غير المناسب حفظ التطعيمات مع مشروبات او اطعمة داخل الثلاجة لان ذلك يزيد من عدد مرات فتح البراد وبالتالي تصبح الفرصة اكبر لحدوث تبدلات درجات الحرارة.
المواد الحافظة والمواد المثبتة
تضاف بعض المواد القليلة جدا بعض المواد الكيميائية والمواد الزئبقية مثل مادة (ثيميروزال) وبعض المضادات مثل النيوميسن او السربتوميسين لتثبيت اللقاح وقد تحدث اعراض جانبية اذا كان المتلقي للقاح حساسا لواحدة او اكثر من هذه المواد المضافة.
المواد المساعدة
يستخدم عادة ملح الالمنيوم عادة لزيادة القدرة المناعية واطالة التاثير المحرض للقاح. وتعمل العديد من الهيئات الطبية الاجراءات المشددة لضمان فعالية وسلامة اللقاحات المرخصة.
ماهو الثيميروزال
هو احدى المواد الحافظة والتي تمت اضافته الى بعض اللقاحات منذ عام 1930م وهو عبارة عن مايقرب من 50% زئبق ويعمل على وقف نمو الميكروبات حيث يستخدم بكميات ضئيلة جدا وكان يعتبر في ذلك الوقت من المواد الامنة نسبيا ولكن ومنذ عام 1990م بدأ التناقص الكبير في استعمال المركبات المحتوية على مادة الزئبق حيث ظهرت عدة فرضيات تربط بين تلك المادة الموجودة في
اللقاح وبعض الامراض العصبية او التوحد لدى الاطفال وتسعى الهيئة الامريكية للغذاء والدواء بجهود حثيثة لازالة تلك المادة الزئبقية من جميع اللقاحات المتوفرة حيث اصبحت كل التطعيمات للاطفال الاقل من 6سنوات في الولايات المتحدة الامريكية خالية من أي مركبات زئبقية. والزئبق بجميع مشتقاته وصوره يعتبر مادة خطيرة وسامة للجسم حيث يؤثر على جميع اجهزة الجسم.. المخ والجهاز العصبي، الكلى، القلب وجهز الدوران.
توقيت اعطاء اللقاح والفواصل الزمنية بين الجرعات
من المهم التقيد بالزمن الخاص بكل لقاح كما ان بعض الامراض تحتاج الى جرعات منشطة للحفاظ على الاجسام المناعية في مستوى محدد في الجسم للوقاية من المرض.
محاذير بعض التطعيمات
تشير محاذير بعض اللقاحات الى الحالات التي لايجوز فيها اعطاء اللقاح وقد تكون دائمة او مؤقتة حيث يمكن للطفل تلقي اللقاح في وقت لاحق.