بينت دراسة أجراها فريق من العلماء أن تنظيم فترات استراحة قصيرة خلال العمل لاحتساء فنجان من القهوة يسهم في تعزيز تركيز الموظفين وتنقية أذهانهم.
وشمل البحث العلمي أعدادا من الموظفين في جملة من الدول، ووقف على مدى التوتر النفسي عند العاملين في المكاتب والدوائر، ليتبين أن معدل توتر الموظفين أثناء العمل في السويد كان الأدنى بين الدول التي شملها البحث.
وعلل أصحاب الدراسة ذلك بأن ذلك ناجم عن أن مدة الدوام الرسمي في هذا البلد لا تتجاوز الـ6 ساعات يوميا، ناهيك عن فترات استراحة يتم تنظيمها خلال الدوام بشكل دوري لاحتساء القهوة في تقليد يسميه السويديون “فيكا – Fika”، حيث تبدأ الاستراحية الأولى يوميا بموجب هذا التقليد في تمام الساعة الـ10 صباحا.
والملفت في استراحات السويديين ونظام عملهم أنهم لا يبحثون بالمطلق قضايا العمل وجوانبه خلال استراحات القهوة الـFika، لتشمل الأحاديث مواضيع متفرقة لا علاقة لها بالعمل وهمّه!
آنا برونس صاحبة كتاب “Fika: The Art of The Swedish Coffee Break”: تقول في كتابها بهذا الصدد: “الناس يشعرون بتوقف الزمن وهم جالسون وتتناولون القهوة أو الشاي، مثلا، أو المأكولات المنزلية اللذيذة، كما يدركون في هذه الأثناء روعة جمال الحياة وجمالها. هذا ما يحتاجه الإنسان في هذا العالم المضطرب”.
وخلص اللبحث كذلك إلى أن اتباع فترات استراحة قصيرة أثناء العمل، من شأنه أن يسهم بشكل كبير في زيادة إنتاجية العمل وأدائه، إذ أن الاستراحات والتواصل تزامنا مع شرب القهوة أو الشاي تحطم الحواجز بين العاملين في المكاتب وترفع عنهم الحرج والتكليف مما يؤدي إلى خلق جو ودي وهادئ يدفع بالعمل قدما عوضا عن عرقلته.