يعتبر الدماغ من أكثر أعضاء الجسم البشري تعقيدا، ومما يزيد غموض غموضاً بعض المعلومات والحقائق المهمة التي لا يعرفها الكثيرون.
فمن المتعارف عليه أن الدماغ البشري مسؤول عن جميع العمليات التي تتم في الجسم. لكن الكثيرين لا يعلمون أن الدماغ لا يشعر بالألم إذ لا توجد فيه مستقبلات الألم المعروفة بـ “نوسيسيبتور”. ويعود شعورنا بالألم إلى أن المستقبلات الحسية ترسل إشارة إلى الحبل الشوكي ومنه إلى الدماغ للتنبيه إلى الخطر.
أما الحقيقة المذهلة الثانية فهي أن نسبة 65% من الدماغ تتكون من دهون صحية مثل أوميغا 3؛ وهذه الدهون تساعد على زيادة التركيز.
ومن المعلومات الغير المعروفة لدى الكثيرين أن الدماغ يزن نصف وزن الرأس، ويفوق وزنه لدى الرجال بـ 10% عن وزنه لدى النساء، حيث يبلغ معدل وزن الدماغ لدى النساء حوالي 1245غراما بينما يصل إلى 1375 غراما لدى الرجال.
ويتكون الدماغ من مادة رمادية بنسبة 40% وهي تغطي سطح الدماغ. هذه المادة مسؤولة عن معالجة المعلومات، أما الـ 60% المتبقية من الدماغ، فهي مغطاة بمواد بيضاء تشكل الجزء الداخلي من قشرة الدماغ، وهي مسؤولة عن نقل الإشارات إلى خلايا الدماغ.
ويعتبر الدماغ من أكثر أعضاء الجسم البشري استهلاكا للطاقة حيث يستهلك 20% من طاقة الجسم ويتم استهلاك ثلثي هذه الطاقة عن طريق الخلايا العصبية، أما الثلث المتبقي، فيكون للحفاظ على الخلايا.
ويمكن للدماغ انتاج طاقة تكفي لتوهج مصباح كهربائي حيث ينتج الدماغ ما يعادل 23 واط عند الاستيقاظ، أي من الممكن تشبيه الدماغ بمولد للطاقة (“بطارية”) يعمل دون توقف.
وتعد كثرة التلافيف في الدماغ مؤشرا جيدا نظرا لأن زيادة التلافيف والطيات في الدماغ تزيد من مساحة سطح الخلايا العصبية، وزيادة هذه الخلايا مرتبطة بزيادة نسبة الذكاء، علما أن نسبة عدد تلافيف الدماغ وطياته هي صفة موروثة مثل حجم الجسم.
وأظهرت دراسة شارك فيها أشخاص متقدمون في العمر قدمت لهم كلمات وصور وروائح في محاولة لتحريك الذكريات لديهم أن تلك المرتبطة بالروائح تعود إلى السنوات الأولى من العمر، بينما اقتصرت الذكريات المرتبطة بالصور والكلمات على السنوات الأخيرة، مما يجعل الروائح أكثر ما يمكن للدماغ تذكره. فمستقبلات الرائحة هي من أكثر مستقبلات الحواس انتشارا في الجسم.
أما المعلومة الخيرة فتشير إلى ارتباط الدماغ بالأمعاء ارتباطا وثيقا، فقد أظهرت دراسة في جامعة هارفارد أن صحة الأمعاء تؤثر بشكل مباشر على الدماغ. فالأشخاص الذين لديهم جراثيم معوية صحية أقل هم أقل عرضة للقلق والإحساس بالتوتر ويتمتعون بصحة نفسية أفضل.