تشير التجارب الجراحية الحديثة بأن المستقبل لن يكون بأيدي الجراحين بل أن المهمة ستوكل إلى الروبوتات التي يمكنها العمل بمنتهى الدقة والإتقان.
فقد أجريت مؤخرا تجارب على بعض الحيوانات قام فيها الروبوت بخياطة جروح باتقان شديد يضاهي خياطة الجراحين المتمرسين وربما أفضل.، وقال الباحثون إن الأمر مماثل بالنسبة للبشر، وإن السماح لأجهزة الروبوت بإجراء العمليات الجراحية بمفردها قد يعطي نتائج أفضل للمريض ويحسن من فرص نجاح العملية.
وأكد الدكتور بيتر كيم المسؤول عن هذه الدراسة أن ” الرسالة الرئيسية هي أنه إذا حصل الجراحون على أدوات ذكية سواء كانت تعمل بشكل مستقل تماماً أو شبه مستقل فيمكننا الحصول على نتائج أفضل”، مشيرا إلى أن الجراحات التي تجريها أجهزة الروبوت أصبحت شائعة في الولايات المتحدة، لكن الأجهزة المتاحة حاليا تعمل بأيدي الجراحين أنفسهم، موضحا أن أيدي الجراحين “مهما كانت ثابتة دائما ما تنتابها رجفة”.
وقال الباحثون إن الاستعانة بأجهزة الروبوت قد تحد من الأخطاء البشرية وتحسن كفاءة الجراحة وتقلل وقت إجرائها، وهو ما جعلهم يبتكرون الروبوت الذكي المستقل الذي يتألف من ذراع وأداة لخياطة الجروح وتقنيات للتصوير، فضلا عن استخدامه برنامج كمبيوتر يضم أفضل الممارسات الجراحية لتحديد أين وكيف تتم خياطة الجرح.
واختبر الباحثون قدرة الروبوت على الخياطة بإجراء تجارب على الخنازير، حيث أثبت الروبوت الذي يعمل بشكل مستقل تفوقه على الجراحين من البشر وعلى أجهزة الروبوت المستخدمة حاليا في الجراحات.
وأوضح الدكتور كينيث ليليموي، رئيس قسم الجراحة بمستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، والذي لم يشارك في الدراسة، أن الأمر ما زال يتطلب اختبار هذه التكنولوجيا على غير وجه، كما يجب أخذ عنصر التكاليف في الاعتبار في حال تم اعتماد هذه التكنولوجيا في إجراء العمليات الجراحية، مستطردا أن الجراحة ” لا تختلف عن أي مجال آخر.. وبوسع التكنولوجيا دائما أن تجعلنا أفضل”.