توج أليكس مولين وهو طالب بكلية الطب في جامعة ميسيسبي، بطلا في مسابقة الذاكرة العالمية كصاحب أفضل ذاكرة في العالم.
وكان الملهم الأول بالنسبة لمولين المؤلف جوشوا فوير صاحب كتاب “المشي على القمر بصحبة أينشتاين”، حيث بدأ فوبر بالتدرب على الوسائل التقليدية التي استخدمها المشاركون في بطولة الذاكرة الأمريكية سابقا بهدف الفوز بالمسابقة.
ويقول مولين بهذا الصدد:” بالتأكيد لم تكن لدي ذاكرة قوية في الأصل، لكن في عام 2013 بدأت التدريب مستخدما الأساليب التي تحدث عنها فوبر”، وجاء مولين في المرتبة الثانية بعد سنة من ذلك في منافسة بطولة الذاكرة الأمريكية.
وتتضمن البطولة التي نظمت في ديسمبر/كانون الأول بمدينة غوانجو بالصين، عشر جولات من التحدي الذهني، ويجب على المتسابقين حفظ أكبر عدد ممكن من الأرقام خلال ساعة من الزمن، وتذكر أكبر عدد من الوجوه خلال 15 دقيقة، بالإضافة إلى تخزين مئات الأرقام الثنائية في الذاكرة.
وفي الجولة الأخيرة يتم قياس القدرة على حفظ بطاقات اللعب بسرعة عالية، حيث يقوم المتسابقون بحفظ مجموعة من بطاقات اللعب بأقصى سرعة ممكنة في أقل من نصف دقيقة.
يذكر أن مولين كان قد بدأ في خوض المهمة الأخيرة، حيث ألقى نظرة على بطاقات اللعب لمدة 21.5 ثانية، محققا تفوقا على يان يانغ بثانية واحدة أهلته للمركز الأول والفوز بالبطولة.
وبهذا الصدد يقول مولين صاحب الرقم القياسي العالمي في تذكر أكبر عدد ممكن من الأرقام في غضون ساعة واحدة :”قبل عدة سنوات كنت أعتقد أن ذلك مستحيلا”.
ويوضح مولين آلية تذكر الأشياء بسرعة فائقة من خلال “قصر العقل” أسلوب شارلوك هولمز، وهو عبارة عن صورة ذهنية لموقع مادي تعرفه جيدا كالمنزل أو طريق العمل، ومن أجل تذكر المحال التجارية أو أوراق اللعب فيجب السير عبر “قصر العقل” ذاته، من خلال وضع صورة لكل شيء تذكره في أماكن محددة على طول الطريق.
ويرجع الفضل في هذه الأساليب التقليدية لـ سيمونايديز، وهو شاعر يوناني عاش عام 477 قبل الميلاد، الذي تمكن من تذكر صور الشخصيات الموجودة ضمن حفل كان يحضره، حيث انهار السقف فوق المجتمعين مما أدى لمقتلهم في أثناء تواجد الشاعر على الشرفة، واسترجع صور الشخصيات بتذكر أماكن جلوسهم بالترتيب.
ولم تتمكن الاختبارات التي أجريت على أدمغة الأشخاص من الذين وصلوا إلى مستويات متقدمة في بطولة العالم للذاكرة، من تحديد أي اختلافات في الذكاء لديهم، والاختلاف الوحيد كان في الاستعمال التفضيلي لثلاث مناطق في الدماغ ذات علاقة بعملية التوجيه والتحكم.
وتجدر الإشارة إلى أن مولين فاز باللقب العالمي متفوقا على جوناس فون إيسين، حيث اكتشف إيسين حبه لحفظ الأشياء في أثناء التجول في إحدى المكتبات حين شاهد كتابا لتحسين الذاكرة، وأحبه للغاية لرغبته في تحسين أدائه في الامتحانات المدرسية.