يؤكد علماء من نيوزلندا أن اتخاذ قرارات خاطئة أمر طبيعي بالنسبة للطيارين في ظل أحوال جوية سيئة وذلك بسبب الطابع غير المنطقي لتفكيرهم.
فقد تقدم علماء النفس إلى 754 طيارا برجاء تقدير مدى أمان مواقف مختلفة قد تنشأ في أثناء الرحلة. إذا انطلق الطيار في الحكم على سلامة الرحلة من أن الطقس إذا كان خلالها جيدا فإن الطيار سيستطيع تقييم الظروف الجوية في أثناء الطيران تقييما أكثر إيجابية. وإذا سأل أحدهم الطيار عن مدى السلامة إن كان الطقس رديئا فتقييمه سيكون سلبياً، وذلك على الرغم من تماثل ظروف تنفيذ الرحلة تماثلا كاملا. هكذا تعمل ظاهرة “التقيد” بما قيل والتي تجبر الإنسان على تصور الموقف وتقييمه بحسب تلك المعلومات التي حصل عليها عنه في البداية.
علاوة على ذلك يثق الطيارون عند وقوعهم في ظروف حرجة بالتقديرات المتفائلة للموقف وبالكلام المهدئ مما يدفعهم مثلا لاتخاذ قرار بتنفيذ هبوط فيه مجازفة أو بالطيران عبر الغيوم.
وأظهرت الدراسة أن نسبة قليلة من الطيارين المشمولين بالبحث لا تتأثر بما يقال ولا تصور الواقع على شكل مشوه، بينما استمر معظم الطيارين في اتخاذ قرارات تتضمن مجازفة حتى بعد الاستماع إلى تنبيهات الأطباء النفسانيين حول الأخطاء الشائعة لدى الطيارين.