دلت الحفريات الأخيرة التي أجريت في جزيرة (فلوريس) الإندونيسية على أن السكان المحليين أو من يسميه الصحفيون بـ”الهوبيت” (الأقزام) كانوا يقطنون الجزيرة منذ 700 ألف عام.
وينفي هذا الأمر نظرية تفيد بأن أصلهم من الكروماغنيين المنقرضين.
وأعلن الباحث الياباني يوسوكي كايفو من جامعة طوكيو قائلا:” تعود كل المتحجرات التي عثرنا عليها بلا شك إلى جنس “Homo”. وإنها تشبه كثيرا ملامح نوع ” Homo floresiensis “(إنسان جزيرة فلوريس). وتدل بنية أسنانهم على أنهم أحفاد الإنسان ذي القدمين ( Homo erectus ) الذي أصبح قزما – كما يعتقد – نتيجة عزلته في الجزيرة. لكن المعلومات نفسها تشهد أن هذا الإنسان كان “هوبيتا” (قزما) منذ 700 ألف عام.
يذكر أن آثار الإنسان القديم من نوع ” Homo floresiensis ” الذي أطلق عليه الصحفيون اسم “الهوبيت” عثر عليها في جزيرة فلوريس الإندونيسية. وكان من المعتقد سابقا أن عزلة ( Homo erectus ) في الجزيرة هي التي أدت إلى انقراضه وتحوله إلى “الهوبيت” الذي يقل حجم دماغه عما هو عليه لدى الإنسان العاقل ( Homo sapiens ). واعتقد العلماء أيضا أن بشر “الهوبيت” كانوا كروماغنيين عاديين وتحولوا مع مرور الوقت إلى أقزام نظرا للتشوه الوراثي المتطور.
لكن كايفو وزملاؤه قدموا أدلة على أن الهوبيت ليسوا كروماغنيين منقرضين بل نوع خاص من البشر. وذلك بعد أن عثروا في الصخور الجبلية بالقرب من قرية ماتا مانغي على آثار للإنسان القديم الذي كان يعيش في الجزيرة منذ 700 ألف عام. وتوصل العلماء إلى استنتاج مفاده أن عمر هذا الإنسان يقارب المليون عام.
وعثر كايفو وفريقه في قرية ماتا مانغي على متحجرات للفك السفلي لكائن يشبه الإنسان هو قصير القامة وذو 6 أضراس تعود إلى 3 كبار وذو سنَّيْن لولد صغير، فضلا عن أدوات العمل وغيرها من الآثار التي تدل على وجود الإنسان القديم في الجزيرة منذ قديم الزمان.
وحسب كايفو وزملائه فإن العثور على آثار أسلاف “الهوبيت” يضع حدا لنظرية الكروماغنيين المنقرضين.
وينوي العلماء أن يجروا قريبا حفريات جديدة بغية البحث عن آثار أخرى لهذا الشعب القزم.