في كل يوم يقوم اطفالنا بفعل اشياء لم نكن نحلم بها ابدا ايام طفولتنا و يعتبر الضغط الذي يواجهه المراهق او المراهقة من نظرائهما عاملا قويا جدا بهذا الصدد. ويقوم المراهقون بالابتعاد عن الناس وفعل أشياء مضرة . وإذا استمر الحال على ما هو عليه فانه سوف يعبر عن نفسه على شكل ادمان و يمكن ان يؤدي ذلك الى نتائج وخيمة تتعلق بالسلوك والعواطف والصحة .
وتظهر على المراهقين اعراض مرضية مثل اضطراب عدم التركيز و فرط النشاط والاكتئاب وغيره مما يجعل تشخيص الحالة امرا صعبا بالنسبة للمختصين. و بدورنا كآباء وامهات نستطيع معرفة ما اذا كان اطفالنا مدمنين على المخدرات ام لا و يسأل العديد من الاباء انفسهم هذا السؤال حين يواجه أطفالهم المصاعب. لسوء الحظ فان الكثير من الاباء لا يعلمون بالفعل الجواب على ذلك لانه موضوع مخيف بالنسبة لهم. www.tartoos.com
وفيما يلي بعض الاشارات التي ينبغي على الاباء و الامهات البحث عنها و الاهتمام بها و ذلك من اجل معرفة ما اذا كان اطفالهم مدمنين على المخدرات ولكي تكون امامهم فرصة لانقاذ الموقف قبل فوات الأوان:
حدوث تغيير في شخصية الطفل
يمكن ان يحدث هذا التغيير عند البلوغ ولكنه يكون اسوأ من ذلك بكثير اذا كان الطفل مدمنا على تعاطي المخدرات. وعلى الآباء والأمهات أن يشكوا في ادمان اولادهم على المخدرات اذا اصبح هؤلاء الاطفال مصابين بالهياج،عصبي المزاج او يتصرفون “كالفتوات” مع أفراد عائلتهم الآخرين بالإضافة إلى استفزازهم بسهولة كذلك اذا اصبح الاطفال متعبين و منهكين بسبب نشاط معتاد او اصيبوا بالسعال الشديد او نزيف متكرر من الأنف.
حدوث تغير في مظهر الطفل
ويمكن أن يشمل هذا الشعر الطويل واستخدام المكياج بافراط من قبل الفتيات و ارتداء ملابس غير مناسبة. كذلك على الاباء القلق بشأن ارتداء اطفالهم للسراويل الفضفاضة التي تحتوي على جبوب كثيرة حيث ان مثل هذه الملابس توفر للطفل أماكن كثيرة لإخفاء الأشياء فيها. واذا قام الاب او الام بشراء حذاء لولده او ابنته و قال هؤلاء ان اقدامهم كبرت و يحتاجون الان الى قياسات ضعف الحجم الذي اعتادوا عليه، فعليهما ان لا يصدقا ذلك بل يقوما بقياس حجم القدم باستخدام اجهزة القياس الموجودة في محلات بيع الاحذية.
ظهور الطفل بشكل غامض لا مبال او غير مهتم
و يعني ذلك ان الطفل واقع تحت تأثير المخدرات حين تتكلم معه او انه متأثر بمخدر تعاطاه في اليوم السابق حيث ان بعض انواع المخدرات مثل LSD التي تعمل على تخفيف مستوى السيروتونين في دماغ المراهق يمكن ان تسبب له نوعا من السلوك المحبط و على اية حال، يجب ملاحظة أي إشارات تدل على الاكتئاب او الميل للانتحار ولذا فاذا استمر هذا السلوك، ينبغي على الاباء عدم اهمال ذلك بل السعي للحصول على مساعدة المختصين من اجل أبنائهم.
عودة الطفل متأخرا الى المنزل ليلا
حين يعود المراهقون متأخرين الى المنزل ليلا، لا تصدق مبرراتهم ابدا و حين يقوم الاطفال بذلك فان هناك احتمالات كبيرة بانهم تعاطوا المخدرات ولم يتمكنوا من العودة الى المنزل او حتى الاتصال هاتفيا في الوقت المناسب و بسبب تعاطي المخدرات لا يعير المراهق انتباهة لاي شيء بما في ذلك الاثار الناجمة عن عدم تقيده بتعليمات ذويه.
احمرار العيون
إذا حاول الطفل اخفاء احمرار عينيه، فان ذلك يعني انه قام بتدخين الحشيش او نفخه و كلا الامرين يجعل العين تصاب بالاحمرار فاذا وجد الاباء او الامهات زجاجات دواء لمعالجة احمرار العيون فان ذلك يعد بمثابة اشارة الى ان الطفل يقوم بفعل شيء ما حيث ان المراهقين نادرا ما يشترون قطرات للعين ما لم يرغبو في اخفاء شيء ما عن ذويهم اما فيما يتعلق باخفاء الاشياء فان عثور الوالدين على الاشياء المنعشة للنفس بين اغراض المراهقين ،يمكن ان يشير في بعض الاحيان الى محاولة اخفاء رائحة الكحول.
إشارات على النفخ( اساءة الاستنشاق)
ان نفخ او استنشاق المواد الكيماوية التي تستخدم في المنازل من قبل المراهقين كي يشعروا بالنشوة يعتبر عملا خطيرا جدا على صحة هؤلاء المراهقين و قد لا يخطر على بال ذوي المراهقين قيامهم بذلك ولكنهم ربما يكونوا اقدموا عليها ,اذا لاحظ ذووهم رائحة مادة كيماوية قادمة من غرفة المراهق بانتظام و حين يسال ذووا المراهق حول الرائحة، يتظاهر هؤلاء الاطفال بالانشغال و يمكن ان يدعوا انهم كانوا يقومون بالتنظيف و لسوء الحظ،و بما ان ادعاءهم يبدو منطقيا، يتجنب ذووهم توجيه مزيد من الاسئلة لهم لذا فاذا كنتم تشمون رائحة مادة كيماوية في ملابس اطفالكم او في غرفهم ينبغي ان يتبادر الشك في اذهانكم.
يؤدي استنشاق المواد الكيماوية الى احداث ثقوب في دماغ الطفل و تلف دائم و لذا فمن الافضل البحث في ذلك حيث انه افضل من تجاهل المسألة. يبدا الاطفال عادة باستنشاق المواد الكيماوية لانها متوفرة حولهم بما في ذلك ماسح الحبر الذي يستخدم في المكاتب فاذا سألكم اطفالكم بشراء تلك المادة لهم ينبغي ان تشكوا في ذلك . و يستخدم الاطفال ايضا اقلام الخط العريض و خاصة الكبيرة منها في الاستنشاق و بناء على ذلك ينبغي عليكم الشك و البحث اذا شاهدتم اطفالكم يحملون هذه الاقلام في حقائبهم دوما و من بين المواد الكيماوية التي تثير الشك علب الايرسول بما في ذلك الذي يستخدم لتلميع الجلود و قد لا يصدق الاباء اذا ما قيل لهم ان الأطفال يفضلوا استنشاق الايروسول الملطف للهواء. و يسبب استنشاق المواد الكيماوية آلام الراس و الاحتقان المزمن و ربما نوبات الربو.
اساءة استخدام أدوية البرد و السعال
يفضل المراهقون تبادل اقراص كوريسيدين التي تستخدم لعلاج نزلات البرد و يباع هذا الدواء دون وصفة طبية وله مفعول بعض انواع المخدرات و من الحكمة بمكان ان لا يدعوا مثل هذه المواد في متناول اطفالهم.
اساءة استخدام الادوات المنزلية و الادوات الأخرى
تتوفر في المنزل مواد لا يشك الاباء ابدا بان اطفالهم قد يستخدموها من اجل الشعور بالسعادة و الراحة و الهلوسة و من بين هذه المواد مستخلص الفانيلا الذي يستخدم في عملية الطهو حيث انه يحتوي على الكحول و كذلك المستحضرات الخاصة بغسل الفم مثل الليسترين الذي يحتوي على الكحول ايضا. وفي الحقيقة فان اي مركب يحتوي على الكحول يستطيع المراهق شربه ويمكن ان يستخدمه ,وكذلك اكتشف المراهقون بذور بعض التوابل و التي تعتبر LSD الفقراء و قاموا باستخدامها لنفس الاغراض.
الأدوية التي تصرف بوصفة طبية
اذا تم تشخيص الطفل باحد امراض الاكتئاب او الاستحواذ الالزامي فان هناك فرصة لاعطائة علاج لحالته النفسية لفترة معينة و قد لا يكون العلاج مفيدا في مثل هذه الحالة ولكن اقراص هذه الادوية تباع في الشوارع و تكرر النصيحة هنا ايضا بضرورة حفظ الادوية في خزائن مقفلة بعيدا عن متناول الاطفال و المراهقين .
اصدقاء مشكوك بهم
يمكن لبعض المراهقين الاعتراف بان اصدقاءهم يتعاطون المخدرات و لكنهم ينكرون دائما انهم جزء من العملية فاذا كان المراهق يقضي كثيرا من الوقت مع الاصدقاء ،فلا تصدقوه اما اذا كنتم تعتقدمون ان اصدقاء اطفالكم لا يتعاطون المخدرات امامهم او ان اطفالكم يجلسون و يراقبون اصدقاءهم و هم يفعلون ذلك،فعليكم اعادة التفكير بهذا الشأن و اذا كان اطفالكم بالفعل يقاومون تعاطي المخدرات ،يمكنكم التأكد من ذلك يقول المثل ان البائس يحتاج الى رفاق ،كذلك فان الاشخاص الذين يسعون للنشوة يحبون ان يكون ذلك مع اصدقائهم.
فقد الوزن
يمكن ان يفقد المراهق/ المراهقة وزنها بسبب الاحجام عن تناول الطعام و هي مشكلة خطيرة تتطلب علاجا طبيا و استشارة مكثفة و خاصة بالنسبة للفتيات و يمكن ان يكون ذلك نوعا من التغطية على اساءة استخدام الكوكايين و الامفيتامينات و التي من شأنها ان تنتزع الشهية و بالتالي تسبب نقصا شديدا في الوزن لذا فان مراجعة الطبيب مهمة جدا في حالة المراهق الذي يفقد الكثير من وزنه و ذلك للتأكد من عدم ادمانه على المخدرات او اصابته بمرض خطير.
الافراط في الاكل
اذا قام المراهق و رفاقه بتنظيف الثلاجة من محتوياتها و مع ذلك ظل يعاني من نقص في الوزن ، فان ذلك مؤشر على تعاطيه المخدرات و يجب على الاهل مراقبة ما اذا كان المراهق يذهب الى المرحاض بعد الوجبة مباشرة حيث ان المصابين بهذه الحالة بسبب المخدرات يذهبون الى الحمام للتقيؤ بعد الاكل و اذا كان ذلك مترافقا مع احمرار العين، الكلام المتقطع، المزاج المتعكر، الضحك او الدوران ،فان هناك دليلا قويا ان المراهق تناول شيئا ما و ربما دخن الحشيش .