تمتلك كل الطيور قدرة على رؤية الألوان واستيعابها بشكل واحد بغض النظر عن الإضاءة. وتعد تلك المقدرة ميزة هامة تفيد البحث عن الطعام واختيار الشريك للمعاشرة.
وقال الباحث في جامعة (لوندا) السويدية بيتر أولسون :” قررنا استيضاح ما إذا كان بمقدور الطيور التمييز بين الألوان والظلال. فاتضح أن أفراخ الدجاج تستطيع التمييز بين الظلال حتى عند التغيير السريع لنوع الإضاءة في المختبر”.
وكان أولسون وزملاؤه يتابعون على مدى أشهر تصرف بضعة الأفراخ التي تعيش داخل أقفاص تضيئها المصابيح الحمراء والبرتقالية والزرقاء.
وتساءل العلماء عما إذا كان بصر الطيور يمتلك ما يسمى بدوام اللون والقدرة على تحديد اللون الحقيقي للأجسام استنادا إلى الظلال أو مستوى الإضاءة. وكان من المعتقد إلى حد الآن أن هذه القدرة هي صفة يتميز بها فقط الإنسان والنحل وبعض الأسماك.
وقد علّم أولسون وفريقه الأفراخ على إيجاد الأكل في أحد الصناديق الملونة (بالأحمر والبرتقالي والأصفر) ، علما أن الطعام كان يوضع دائما في الصندوق البرتقالي. ثم قام الباحثون باستبدال المصابيح العادية في الصناديق بمصابيح ” LED “. وغيروا بذلك الإضاءة من إضاءة ضعيفة إلى إضاءة كثيفة.
واتضح أن افراخ الدجاج تمكنت من إيجاد الصندوق البرتقالي حتى بعد تغيير لونه إلى اللون الأحمر القاتم.
وقال أولسون إن تلك القدرة تتجلى لدى الطيور منذ أول ايام عمرها ، ما يدل على أن هذا الأمر يلعب دورا هاما في حياتها الراهنة وكان يتحكم في سير حياتها وتطورها في الماضي.
ويرى أولسون أن دوام اللون لدى الطيور يساعد الدجاج وغيره من الطيور على التمييز بين الطعام الصالح وغير الصالح للأكل فضلا عن اختيار الشريك المناسب للمعاشرة.