للحيوانات المائية لغة خاصة تتكلم بها تساعدها على الاسفار في البحار الواسعة وعلى التعاون في ما بينها . وهذه اللغة قد تساعد الإنسان أيضاً على إنشاء مزارع بحربة .
في كل ساعة من ساعات الليل والنهار. يدور حديث صامت غير مرئي بين الحيوانات التي تسكن تحت المياه سواء كانت هذه المياه مستنقعات راكدة أو جداول هادرة أو بحاراً واسعة شاسعة . إنه حديث كيماوي وبمعنى آخر هو كمية من الذرات العضوية تسير مع التيار المائي وتنقل المعلومات من حيوان إلى آخر . ومن يتلقاها يفهم مثلاً أن هناك عدواً قريبا منه ينبغي الهرب منه أو بالعكس هناك أنثى قريبة ينبغي الاقتراب منها .موقع طرطوس
إن هذه اللغة ليست وحيدة وإنما هناك أيضا إشارات بصرية وسمعية يستعملها أيضاً سكان المياه العذبة والمالحة .
فالأسماك مثلاً لها طريقتها الخاصة . ويخطيء من يعتقد أن هذه الحيوانات بكماء أو صماء ،ولكنها تتميز بقوة حاسة الشم لديها التي تنبعث منها مواد تستعملها في مخاطبة بني جنسها .ومن بين الأسماك التي أجريت عليها اختبارات بهذا المعنى نوع السلمون الذي يعتبر من أكبر مهاجري عالم الحيوان . فالصغير منه يولد في ساقية جبلية وعندما يبلغ طوله خمسة سنتيمترات تقريباً يبدأ بالنزول من رافد إلى رافد حتى يصل إلى النهر ومنه إلى البحر وهناك يقضي عشرات السنين متنقلا بين المحطات ، وفي آخر المطاف يعود إلى النهر الذي خرج منه كي يلجأ أخيراً إلى المكان الذي ولد فيه .موقع طرطوس
والآن كيف تعرف السلمون إلى هذا المكان بعد أن غاب عنه عدة سنوات . الجواب هو ” مادة ” الشم . وكما يستعمل السنونو ذاكرته البصرية لاكتشاف محل ولادته هكذا يستعمل لاكتشاف محل ولادته هكذا يستعمل السلمون ذاكرته الكيموية لمعرفة هذا المكان .
والحنكليس مهاجر آخر يقضي القسم الأكبر من حياته في الماء العذب ويفقس في المياه المالحة على عمق 400 متر .
وهذا النوع من السمك يتميز أيضا بقوة الشم التي تساعده في أسفاره وتنقلاته .
وإذا دخل حيوان غريب بين جماعة من الأسماك نلاحظ أن هذه تتناس سريعاً أحقادها وتهجم على الغريب دفعة واحدة حتى تتخلص منه بصورة نهائية . وأما سبب اتخاذها هذا الموقف الموحد فهو مخابرات كيموية تجريها فيما بينها .موقع طرطوس
كل هذا يثبت لنا أن للحيوانات المائية لغة خاصة تتخاطب بها تعينها في تنقلاتها واسفارها وتساعدها على الدفاع عن نفسها إزاء العدو المشترك.