من المعتقد أن معظم الثدييات ما عدا الإنسان وعددا من الرئيسيات العليا لا تميل لتقديم المساعدة لأبناء جنسها والاحتفاظ بعلاقات رفاقية خارج قطيعها.
وقد أجرى العلماء في السنوات الأخيرة الماضية اختبارات كثيرة على “الغيرية” (الإيثار) بمشاركة الشمبانزي وبعض القرود الأخرى وكذلك المواليد الصغار والأطفال.
وأثبت جزء من تلك الاختبارات أن القرود تستطيع أن تساعد من يحيط بها بنزاهة بينما أكدت اختبارات أخرى وجود “أنانية عند الحيوان” من بين هذه الرئيسيات. من جهة أخرى يكتسب الأطفال الشعور بالغيرية بعد بلوغهم 15 شهرا من العمر مما يدل على أهمية هذه الناحية النفسية لأجل الارتقاء وبقاء البشرية على قيد الحياة. لهذا يحاول العلماء تفهم ما يدفع الإنسان لمساعدة من يقف بجانبه عن طريق دراسة تصرف الحيوانات المختلفة وحتى البكتيريا.
وصرح علماء من جامعة إكزتر البريطانية بأنهم استطاعوا طرح نموذج تحليلي لا يصف وجود أشخاص أخيار فحسب بل وجود أشخاص أشرار أيضا في المجتمع البشري عن طريق مراقبة تصرف مجموعات من المكروبات.
يقول العلماء إن المجتمع البشري شأنه شأن عالم الحيوانات يوجد فيه متطفلون وغيريون يتعايش بعضهم مع بعض سلميا نسبيا بغض النظر عن استغلال المتطفلين للغيريين بلا رحمة. ويعتقد الباحثون أن عوامل جينية غير معروفة بعد هي التي تدفع الإنسان إلى الغيرية أو إلى الأنانية.