اتضح لعلماء أمريكيين أن المنظر المبقع غير الاعتيادي لسطح عطارد يفسر ببساطة انطلاقا من تركيبته الكيميائية. فقد تبين أن صخورا من الحد الفاصل بين لب الكوكب ونواته وقعت على سطحه.
هذا ما صرحت به أسما بوجيبار من مركز الرحلات الفضائية التابع لناسا في جلسة مؤتمر علماء فيزياء الأرض والكواكب في يوكوهاما، مضيفة أن عطارد كوكب صخري فريد من نوعه يتصف بنواة كبيرة ولب رقيق نسبيا، ما يعني أن الحد الفاصل بينهما يقع على عمق 400 كيلومتر فقط.
كما اكتشف الباحثون عن طريق دراسة معطيات جيولوجية جمعها مسبار MESSENGER أن المناطق الأكثر قدما، تتألف من صخور ولدت في ظل أعماق وضغوط كبيرة جدا، بينما تتألف المناطق الأحدث عهداً من صخور ولدت على مقربة من سطح الكوكب.
واعتقد العلماء أن هذا الكوكب وهو من الأجرام الفضائية القديمة جدا، شبيه بكويكبات تتميز بنسبة عالية من الصخور القلوية. وقد ضغط المختصون مزيجا من المعادن المماثلة للصخور المذكورة بمقدار 50 ألف وحدة ضغط جوي وسخنوه حتى درجة حرارة تساوي عدة آلاف من الدرجات المئوية ثم درسوا طريقة نشوء تلك الصخور.
فأظهرت دراسة هذا النموذج الشبيه بعطارد، أن صخورا من أعماق الكوكب صعدت إلى سطحه وهي أطقت إلى الخارج نتيجة لثوران البراكين ثوراناً هائلاً، وذلك قبل أن يتصلب باطن عطارد مما يجعله كوكبا فريدا من نوعه حقا.
RT