أجرى العلماء تحليلا تفصيليا لتطور الدماغ لدى القرود من صنف ( Macaca mulatta ) فحددوا الجينات المسؤولة عن تشكل بعض المناطق في الدماغ ، الأمر الذي سمح لهم بوضع خارطة للجهاز العصبي المركزي على مستوى الجزيئات.
وقد باتت لدى علماء الأعصاب معلومات كافية عن توسع الجينات في جينات كبار القرود. لكنهم لم يتمكنوا إلى حد الآن من الكشف عن آليات تطور بعض المناطق في الدماغ وظهور أمراض مثل الفصام ومرض التوحد.
لذلك بدأ علماء الأعصاب يدرسون نشاط الجينات في كل مرحلة من المراحل العشر الرئيسية لتطور الدماغ لدى قرود ( Macaca mulatta ) والتي تشمل مرحلة الجنين ومراحل ما بعد الإنجاب.
فلجأوا إلى اسلوب التسليخ (التشريح) المجهري الليزري وذلك لإظهار مناطق الدماغ القشرية وتحت القشرية المتعلقة بإصابة البشر بالأمراض النفسية في شكل طبقات رقيقة. فتشكل لديهم بذلك ما يسمى “المكتبة” التي تعكس التطور التدريجي للأقسام العليا من الجهاز العصبي المركزي. وقد سمح تحليل نماذج الأنسجة بتحديد أنواع الجينات التي يتم تشغيلها أو فصلها في مرحلة محددة ومنطقة محددة من الدماغ.
ودلت الدراسة على أن الجينات المتعلقة بمرض التوحد تُبدي نشاطها في الخلايا العصبية الفتية في مرحلة تشكل الجنين. فيما اتضح أن جينات الفصام يتم تفعيلها لدى بلوغ سن الرشد.
ويأمل العلماء بأن تسمح دراستهم من خلال المقارنة ما بين دماغ القرد ودماغ الإنسان بكشف العوامل التي تسبب الإصابة بأمراض نفسية خطيرة.