اتضح لعلماء أمريكيين من جامعة فاندربيلت بولاية تنيسي أن أول هلاك شامل على الأرض لكائنات حية وقع في العصر الإدياكاري منذ 540 مليون عام حين كانت تعيش على الأرض البكتيريا فقط.
وقد اتصفت الجسيمات الحية التي كانت عائشة في العصر الإدياكاري بتنوع كبير. وانتشرت هذه الجسيمات في أنحاء الأرض منذ 600 مليون عام وكانت آنذاك على شكل أقراص وأنابيب وأكياس. وبعد مرور 60 مليون عام تقريبا ظهر شكل آخر من أشكال الحياة على كوكبنا وهو الكائنات الأحادية الخلية ولعبت دور مهندسي البيئة إذ جعلت البيئة غير مناسبة لجسيمات العصر الإدياكاري. فأصبح ظهور كائنات جديدة بالذات عاملا أساسيا أدى إلى تغيرات عالمية شاملة على الأرض وإلى حالات هلاك شامل.
واكتشف الباحثون آثارا لمستوطنات من الكائنات الحية شملت حيوانات وجسيمات حية من العصر الإدياكاري على حد سواء. وأصبحت هذه اللقية دليلا على علاقة بيئية وثيقة بين المجموعتين. ويعتقد العلماء أن أسلافا لشقائق نعمان البحر المعاصرة وغيرها من الحيوانات المفترسة القديمة كان بإمكانها أن تصيد كائنات سادت على الأرض قبل ظهور الكائنات الأحادية الخلية. ويشبه الباحثون هذا الوضع بتأثير البشر على عالم الحيوانات حيث يغير البشر الغلاف الحيوي للأرض في الوقت الحاضر. ويظهر هلاك العصر الإدياكاري ماذا يحدث عند نشوء كائنات حية قادرة على إعادة بناء الأنظمة البيئية جذريا. ويعتبر أن ظهور البكتيريا التي تعيش بالتخليق الضوئي هو الذي أدى إلى زيادة نسبة الأكسيجين في الهواء مما أدى إلى هلاك كثير من الكائنات اللاهوائية، وهذا مثال آخر على الهندسة البيئية.
RT