عثر العلماء عن آثار الفيضان الكبير الذي شهده النهر الأصفر الصيني منذ 3 آلاف عام ، وذلك أبان سلالة شيا انتمى إليها حسب الأسطورة مؤسس الصين الإمبراطور هوانغ تي.
ويرى التاريخ أن “الامبراطور الأصفر” (شي هوانغ تي) هو الذي أسس الصين وكان يحكم البلاد في عام 2800 قبل الميلاد. وأحد أحفاده (يو) يعد أول امبراطور ومؤسسا لسلالة شيا.
ويعتبر (يو) بطلا رئيسا للأسطورة عن “الطوفان الكبير” الذي اكتسح البلاد إبان حكم ياو أحد أحفاد الامبراطور هوانغ تي. وتقول الأسطورة إن قدرة سحرية امتلكها المبراطور (يو) ساعدته في كبح جماح تيارات المياه التي بدأت تغمر الصين. واستطاع الإمبراطور (يو) إنشاء قنوات امتصت أمواجا بلغ ارتفاعها 38 مترا وتمكن من قهر “الطوفان الكبير”.
وقد اكتشف عالم الآثار (كوينغ لونغ أو) من جامعة بكين وزملاؤه فجأة أدلة على وجود الطوفان وتأكيدا على حقيقة الأسطورة ، وذلك من خلال دراسة صخور ورواسب حفظت في وادي (الجشي) بالقرب من الحد الشمالي لمنطقة التبت والي يجري عبره النهر الصفر.
وعثر العلماء في وادي النهر الأصفر رواسب غريبة أطلق عليها “الرمل الأسود” ، ما يدل على وجود تدفق قوي للمياه اجتاح ضفاف النهر تاركا هناك كميات كبيرة من الحجارة والرمل والحصى. ويرى العلماء أن سبب ذلك هو سيل قوي نزل إلى النهر من الجبال مشكلا سدا طبيعيا بلغ ارتفاعه 200 مترا. وبعد مرور فترة 8-9 أشهر ارتفع الماء وبلغ قمة السد فاخترقه. وارتفع منسوب الماء في النهر فجأة حتى 38 مترا. أما عرضه فازداد أضعافا. وكان النهر الأصفر يرمي كل ثانية بما يزيد 500 ألف متر مكعب من الماء. ويبدو أن الطوفان كان قياسيا في حقيقة الأمر، إذ انه غمر واجتاح مستوطنات الصينيين القدامى الواقعة على ضفاف النهر في منطقة تبعد 25 كيلومترا عن مكان الكارثة ، ما أدى بدوره إلى كارثة حضارية وإدارية .