يحتاج الاطفال المصابون ببعض امراض القلب الى احتياطات طبية خاصة عند العزم على عمل اجراء جراحي معين وذلك لحمايتهم من مضاعفة ذلك المرض او حدوث مايسمى بالتهاب شغاف القلب Infective Endocarditis والشغاف هو الطبقة المبطنة للقلب ويحدث هذا الالتهاب بسبب بكتيري، فيروسي او فطري لباطن القلب او احد صماماته يكون في اغلب الاحيان الاطفال الاكثر عرضة هم المصابون ببعض امراض القلب وقد يحدث عند البعض الاخر دون وجود عيب او تشوه في القلب. في كثير من الحالات يمكن عزل العامل المسبب لذلك الالتهاب الناتج عن تسمم الدم والتي تشكل خطرا على حياة الطفل مما يستدعي عمل الجهود المناسبة للوقاية من الاصابة.
الاعراض
قد يترافق حدوث التهاب شغاف القلب مع اجراء عمل جراحي وخاصة خلال عملية خلع او معالجة احد الاسنان لبعض مرضى القلب وتتفاوت الاعراض بين الخفيفة والحادة حيث تبدأ درجة حرارة الطفل في الارتفاع، الم في الصدر، البطن، العضلات والمفاصل، تعرق اثناء الليل، نقص الوزن، تسارع في ضربات القلب مع قصور في وظيفته وتضخم بالطحال، صداع. قد تظهر عقد اوسلر وهي عبارة عن عقيدات مؤلمة تظهر احيانا مترافقة مع خطوط من النزيف تحت الاظفار اضافة الى مايسمى طبيا بقع “روث” وهي نقط نزيف صغيرة اخرى في شبكية العين .
التشخيص والعلاج
يترافق فقر الدم مع ارتفاع في كريات الدم البيضاء ومعدل ترسب كريات الدم الحمرء وقد يكون معدل الترسب منخفضا في بعض حالات قصور القلب،. يتغير لون البول بسبب وجود الدم وقد يحدث قصور في عمل الكلى. يلزم اخذ عينة للدم بشكل عاجل لعمل مزرعة للدم ومعرفة الجرثومة المسببة والتي يمكن التعرف عليها وعزلها في 90% من الحالات من خلال العينتين الاوليتين المزروعتين من الدم ويجب سحب العينة قبل البدء في العلاج حيث ان المضاد الحيوي قد ينقص من ايجابية النتيجة بنسبة 50- 60-. يساعد تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية او الايكو الى اكتشاف أي تنبتات vegetations ولو كانت صغيرة على الصمامات وعادة لاتظهر تلك التنبتات في المراحل المبكرة من المرض. انخفضت نسبة الوفيات بسبب ذلك المرض بشكل كبير بعد ظهور المضادات الحيوية ويعتمد نوعية المضاد الحيوي ومدته على العامل الميكروبي المسبب.
الوقاية
نظرا لان ذلك النوع من الالتهابات هي من الامراض التي تشكل خطورة على حياة الطفل والبالغين على حد سواء كان من المهم جدا تقييم المريض طبيا قبل الخضوع لاي اجراء جراحي سواء تحت التخدير العام او الموضعي وبصفة خاصة الاطفال المصابين بعيوب خلقية في القلب.
اصدرت الجمعية الامريكية لامراض القلب عام 1997م توصياتها حول استخدام المضادات الحيوية قبل اجراء بعض العمليات بما فيها عمليات معالجة اللثة او خلع الاسنان وحددت الحالات التي تحتاج الى تلك الاحتياطات الطبية قبل الخضوع لذلك النوع من التدخل الجراحي ولكنها في العام الماضي 2007م حدثت تلك التوصيات والتي اقرتها جمعية طب الاسنان الامريكية فيما بعد.
الحالات التي تحتاج الى استعمال المضاد الحيوي قبل الخضوع الى معالجة الاسنان
بدأ الاطباء حول العالم في استخدام المضادات الحيوية منذ عدة عقود لكثير من حالات مرضى القلب حتى ولو لحالات بسيطة وذلك قبل الشروع في بعض عمليات الجهاز الهضمي، البولي، التناسلي وعمليات الاسنان مما ترتب عليه استعمال ذلك النوع من الوقاية غير الضرورية لشريحة كبيرة من المجتمع وقد اوضحت الدراسات الحديثة ان تجرثم او تسمم الدم والذي يؤدي بالتالي الى تاثر صمامات القلب الذي قد يتعرض له الجسم بشكل او باخر هو اكثر شيوعا من حالات تجرثم الدم الناتجة عن عمليات الجهاز البولي، الهضمي او خلال معالجة الاسنان كما انه من الصعب توقيت حدوث تسمم الدم مما ادى الى صعوبة منع كل حالات التهاب شغاف القلب.
الجدير ذكره ان عدد الحالات التي تم منع ذلك الالتهاب بعد عمليات الاسنان بواسطة استعمال المضاد الحيوي الوقائي هي حالات قليلة جدا كما ان الاعراض الجانبية لاستعمال هذه المضادات الحيوية قد يفوق فائدتها ان وجدت وقد تعطي تلك المضادات مناعة حقيقية للبكتيريا التي قد تسبب التهاب شغاف القلب مستقبلا. يقول البروفيسور ويلسون استاذ الطب الباطني في عيادات مايو كلينيك في ذلك الصدد : يجب توفير استعمال تلك المضادات الحيوية الى مرضى قد يكونون في وضع اسوأ عند اصابتهم بذلك الالتهاب. وبناء على الحقائق السابقة فقد اصدرت الجمعية الامريكية لامراض القلب مؤخرا توصياتها لاستعمال تلك المضادات الحيوية الوقائية في حدود ضيقة لبعض الحالات التي تحمل خطورة عالية لتعرضها لذلك الالتهاب خلال عمليات الاسنان فيما لم توص باستعمالها قبل عمليات الجهاز البولي، التناسلي او الهضمي و اقتصرت تلك الحالات على :
– المرضى الذين لديهم صمامات قلب صناعية .
– من سبقت لهم الاصابة بالتهاب شغاف القلب .
– المرضى الذين لديهم امراض قلب خلقية ضمن الحالات التالية :
– امراض القلب الخلقية المصاحبة للازرقاق .
– امراض القلب الخلقية المعدلة جراحيا مع وجود دعامات طبية تم وضعها خلال الجراحة او عن طريق القسطرة خلال الستة اشهر الاولى من العملية .
– بعد زراعة القلب لمتلقين مصابين بامراض في صمامات القلب .
يقول البروفيسور جويز استاذ طب الاطفال بكلية الطب – نيويورك : انه قد حدثت تغيرات جذرية فيما يتعلق بحاجة بعض مرضى القلب في استعمال المضاد الحيوي الوقائي قبل بعض العمليات الجراحية والتي كانت تستخدم بكثرة خلال الخمسة عقود الماضية. هناك بعض الحالات في السابق كانت تستعمل المضاد الحيوي الوقائي بشكل روتيني قبل خلع الاسنان وبناء على التوصيات الجديدة فانه لم يعد ينصح بذلك رغم ان تلك الحالات لاتزال تحمل احتمالية تعرضها لالتهاب شغاف القلب وذلك للاسباب السابقة الذكر وقد اقر المجلس العلمي لجمعية طب الاسنان الامريكية هذه التوصيات وهذه الحالات هي :
– روماتيزم القلب .
– تضيق الصمام الاورطي .
– بعض العيوب الخلقية في القلب مثل الثقوب بين البطينين او الاذينين او تضخم عضلة القلب .
بعض معالجات الاسنان التي تحتاج الى استعمال المضاد الحيوي للحالات السابقة
– خلع السن .
– معالجة جذور الاسنان .
– زراعة الاسنان .
ماهو نوع المضاد الحيوي المستخدم وماهي جرعته؟
يوضح الجدول المنشور بعض المضادات الحيوية والتي قد تصرف بواسطة الطبيب حوالي 30دقيقة الى ساعة واحدة قبل التدخل الجراحي في عيادة الاسنان.