تُعرف الدبابير اليابانية العملاقة بكونها من أخطر الحشرات القاتلة في الطبيعة وتسبب موت عدد من الناس بعد فرزها السم الذي يهاجم الجهاز العصبي للفريسة.
وتستطيع هذه الدبابير التحليق بسرعات تصل إلى 25 ميلا في الساعة، لذا لا توجد فائدة من الهرب منها في أثناء التجول في شرق آسيا، والأفضل البقاء في المنزل في حال وجودها.
ويمكن لدبور واحد عملاق أن يقتل 40 من النحل المنتج للعسل الأوروبي خلال دقيقة واحدة، في حين أن مجموعة تتكون من 30 دبورا يمكنها أن تقضي على 30 ألف نحلة في 3 ساعات.
وهي لا تقوم بقتل النحل فحسب، بل تمزق أجسادها لتأخذ الصدور (المتمركزة في مركز الجسد) تاركة وراءها أكواما من الرؤوس والأطراف. وتصبح الصدور جنبا إلى جنب مع اليرقات الصغيرة المُفتَرسة من قبل الدبابير، وجبات طعام .
هذا هو مصير النحل الأوروبي الذي يقع فريسة الدبابير القاتلة، ولكن ماذا عن النحل الياباني؟
يوجد لدى النحل الياباني نظام هجوم دفاعي منظم من أجل حماية أعشاشها من هذه الدبابير القاتلة، وفي حال كشف النحل محاولة هجوم الدبابير، يتراجعون إلى الخلية مع ترك فتحة في العش للسماح لدبور واحد فقط بالدخول إلى الخلية.
وبعد ذلك يخرج النحل من الخلية للقيام بهجوم واحد منظم يتكون من 500 نحلة، ليجتمعوا على شكل كرة تحيط بالدبور لقتله ضمن الخلية.
ويقوم النحل بذلك عن طريق هز الأجنحة لتوليد درجات حرارة تصل إلى 117 درجة فهرنهايت بواسطة الجهد المبذول من العضلات. وفي هذه الأثناء يوجهون الهواء الحار من حولهم إلى داخل الكرة.
ومع ذلك، ما يزال الأمر غير كاف لقتل الدبور المحاصر ضمن الخلية، لذا يعمل النحل على زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون داخل الكرة بحيث يكون الدبور غير قادر على الدفاع عن نفسه، في ظل الحرارة العالية وزيادة تركيز ثاني أكسيد الكربون.
وفي هذه الحالة تصبح الحرارة قاتلة للدبور المحاصر بكرة النحل القاتلة، وعندما يموت الدبور فإنه يصبح غير قادر على إطلاق مادة الفيرومونات pheromones في الهواء والتي من شأنها جذب الدبابير الأخرى للانضمام إلى المعركة.
جدير بالذكر، أن لدغ الدبابير العملاقة للبشر يمكن أن يسبب الفشل الكلوي، حيث يموت من 30 إلى 40 شخص كل عام في اليابان نتيجة لدغات قاتلة من هذه الدبابير، مما يجعل الدبابير اليابانية العملاقة الحشرات الأكثر فتكا في اليابان.