تلازم الاكتئاب والألم المزمن أمر شائع يسبب ضعف الإنسان بشكل عام، لذلك اهتم الباحثون برصد تأثير كل منهما على الآخر. وقد وجد مؤخراً فريق بحثي من جامعة إدنبرة البريطانية صلة وراثية وأخرى بيئية بين المشكلتين الصحيتين يمكن أن تساعد على علاجهما معاً.
بحسب الدراسة التي أشرف عليها البروفيسور أندرو ماكنتوش ونشرتها مجلة “بلوس” يكون شريك الحياة المتزوج من شخص مصاب بالاكتئاب أكثر عرضة بنسبة 18.7 بالمائة للإصابة بألم مزمن. وفسّر الباحثون ذلك التأثير بأنه نتيجة العوامل البيئية التي تجعل شريك الحياة أكثر حساسية، خاصة مع وجود صلة بين الاكتئاب والألم المزمن.
ووجد فريق البحث أيضاً أن احتمالات توريث الاكتئاب من الآباء للأبناء تصل إلى 38.4 بالمائة. بينما قدرته دراسة سابقة عن توريث الأمراض بنسبة 37 بالمائة.
ولاحظ فريق البحث أن الآثار المتراكمة للعوامل الجينية الخاصة بالاكتئاب تزيد مخاطر الإصابة بالألم المزمن لدى الأبناء. لذلك حثّ المشرف على الدراسة في توصياته على النظر في العلاقة بين الأمراض الجسدية والعقلية حتى لو بدا النوعان منفصلين.
ولم تتوصل الدراسة للكيفية التي تؤثر بها العوامل الوراثية على توريث كل من الاكتئاب والألم المزمن، لكن لاشك أن العوامل البيئية مثل نوعية النوم ونمط الحياة تتفاعل مع هذه العوامل الوراثية ما يضع صعوبات أخرى أمام طرق العلاج.
على صعيد الإحصاءات، تفيد التقارير الطبية بأن واحداً من كل 10 أشخاص حول العالم يعاني من الألم المزمن سنوياً، بينما يعاني أكثر من 15 مليون شخص في الولايات المتحدة من الاكتئاب سنوياً. لكن ليس معروفاً ما إذا كان سبب ذلك العوامل الوراثية أم العوامل البيئية، وما حجم تأثير كل منها؟