كشف أطلس جغرافي جديد أصدرته الأمم المتحدة عن تغييرات جذرية شهدتها جغرافية الأرض بسبب الانفجار السكاني وظاهرة الاحتباس الحراري.
ويحتوي الأطلس الذي أصدره برنامج الأمم المتحدة للبيئة بمناسبة يوم البيئة العالمي صورا لأكثر من ثمانين موقعا حول العالم التقطت على مدى ثلاثين عاما وتشير إلى حدوث تغيرات مذهلة في بعض هذه المواقع.
كافيه زاهدي، نائب مدير برنامج الأمم المتحدة للبيئة يقول إن الهدف من إصدار الأطلس هو تجسيد الحقائق و الأرقام المعروفة حول التغيرات البيئية بحيث يستوعب القاريء حجم هذه التغيرات، سواء كانت سلبية أو إيجابية.
ويحتوي الأطلس لقطات لبعض المواقع العربية مثل البحر الميت الذي تظهر الصور أن الطرف الجنوبي منه يكاد ينفصل تماما عن بقية البحر، و يقول الأطلس إن البحر يتبخر بمعدل متر واحد كل عام بسبب استنزاف المياه و إنشاء السدود التي سارعت من عملية التبخر.
أما بالنسبة لشط العرب، و الذي كان يعتبر أكبر مزرعة لأشجار النخيل في العالم، فقد دمرت فيه أكثر عن أربعة عشر مليون نخلة على مدى ثلاثين عاما، و أصبحت المنطقة الآن شبه خاوية.
و لكن كافيه زاهدي يقول إن النشاط الإنساني كان له أثر إيجابي في بعض الحالات. ففي منطقة العيسوية في السعودية، أدت أنظمة الري الحديثة إلى خلق مساحات خضراء في صحراء واسعة، و كذلك الأمر في منطقة الأهوار في العراق، فلقد نضبت كميات كبيرة من المياه على مدى ثلاثة عقود، و لكن الصور التي التقطت عام ألفين و أربعة تظهر أن المنطقة بدأت تستعيد بعضا من مائها بفضل برامج التنمية هناك.
و تدعو وكالة البيئة، التي ساهمت في إصدار هذا الأطلس ، القراء إلى الالتزام بالسوكيات التي من شأنها أن تساهم في حماية البيئة. و قد أرفقت بالأطلس قائمة ببعض الأمثلة من بينها إغلاق الأجهزة الكهربائية كالكمبيوتر إغلاقا تاما بدلا من وضعها في حالة استعداد، و إقفال صنبور الماء أثناء استخدام فرشاة الأسنان، و إعادة استخدام الأكياس البلاستيكية بدلا من إلقائها في القمامة.
و وفقا لهذه القائمة، فإن الفرد الواحد يمكنه أن يوفر أحد عشر ألف لتر من الماء سنويا إذا أقفل صنبور الماء أثناء تنظيف الأسنان، وإذا امتنع عن إلقاء الأكياس البلاستيكية في القمامة فإنه سيوفر أكثر من أربعة آلاف كيس على مدى عشرين عاما. أما بالنسبة للأجهزة الكهربائية، فإن إغلاقها أثناء الليل سيحول دون انبعاث أكثر من ثلاثين كيلوغراما من غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو.