تكثر الأقاويل والشائعات عن المكتبات والمخطوطات السرية التي لا تعرض للعلن، لكن الباحثين استطاعوا التوصل إلى البعض منها وكشف بعض التفاصيل عنها.
مكتبة الكهف
اكتشف وانغ يوانلو، راهب من الطائفة الطاوية في الصين، بابا سرية تؤدي إلى غرفة مليئة بالمخطوطات التي يعود تاريخها من القرن الرابع إلى القرن الحادي عشر بعد الميلاد.
ووجدت هذه الغرفة في أحد الكهوف على أطراف صحراء غوبي في الصين، الذي كان جزء من شبكة من معابد الكهوف في دونهوانغ التي ظلت متوارية عن الأنظار لنحو ألف سنة.موقع طرطوس
ولم يعر المسؤلون في الإقليم حينها اهتماما بالوثائق بعد أن أخبرهم الراهب وانغ بأمرها، لكن الناس تناولوا حينها أخبار ذلك الكهف، وتمكن أوريل ستاين، المستكشف المجري من إقناع وانغ ببيع نحو 10 ألاف مخطوطة من تلك التي كانت موجودة في الكهف.موقع طرطوس
وبعد تداول الشائعات عن المخطوطات التي وجدت في ذلك الكهف، تهافتت دول كثيرة كفرنسا وروسيا واليابان على اقتنائها، حتى خلا الكهف من غالبية وثائقه القديمة.
وبحلول عام 1910 أمرت الحكومة الصينية بتحويل الوثائق المتبقية إلى بكين، ولم يكن قد تبقى من المخطوطات الأصلية حينها إلا نحو خمسها فقط.
وذكر “بول بيليو” الخبير الفرنسي بعلم الصينيات أن المخطوطات وضعت في الكهف سنة 1035 حين غزت إمبراطورية “شيشيا” مدينة “دونهوانغ”.
مكتبة الفاتيكان
تدور الكثير من الشائعات حول محتويات تلك المكتبة، لكن على عكس غيرها من المكتبات السرية، تم الإعلان عنها منذ تأسيسها في العام 1612.موقع طرطوس
وفي محاولة لدرء الأكاذيب، فتحت الفاتيكان أبوابها أمام الناس في السنوات الأخيرة، كما عرضت بعض الوثائق من المحفوظات في معرض خاص أٌقيم في متحف كابيتوليان بروما.
وقد سمح البابا ليو الثالث عشر للمرة الأولى لمجموعة من الدارسين بالاطلاع على المحفوظات سنة 1881، والآن يمكن للباحثين أن يطلعوا على الكثير من المستندات هناك، شريطة ألا يتصفحوها.موقع طرطوس
ويقوم على حماية المحفوظات التي وضعت في مستودع خرساني تحت الأرض يقع خلف كنيسة القديس بطرس، حراس سويسريون وضباط من قوات الشرطة الخاصة بمدينة الفاتيكان.
مكتبة الفسطاط السريّة
تُركت مجموعة من المخطوطات، بعد أن طواها النسيان لقرون طويلة، في الفسطاط بمصر القديمة، حتى أدرك يهودي روماني أهميتها.
وعلى الرغم من أن يعقوب سافير قد وصف هذه المخطوطات في كتاب له سنة 1874، لكن هذه المجموعة القيّمة من الوثائق الهامة لم تخرج إلى العلن إلا سنة 1896، حين عرضت التوأمتان الاسكتلنديتان أغنس لويس ومارغريت غيبسون بعضا من هذه المخطوطات على زميل لهن في جامعة كامبردج، هو البروفيسور سليمان شختر.موقع طرطوس
في أحد جدران معبد بن عذرا، عثر على نحو 280 ألف قصاصة من مخطوطات يهودية، سميت فيما بعد بـ “الجنيزة”. ووفقًا للشريعة اليهودية، لا يجوز إلقاء أي ورقة كتب عليها اسم الله، ولهذا تختزن الأوراق التي لم يعد لها استخدام، ولكنها تتضمن لفظ الجلالة، في مكان ما من المعبد أو المدفن، إلى حين دفنها.
وعرفت مجموعة الوثائق والمخطوطات باسم “جنيزة”، وهي كلمة عبرية تعني في الأصل “يخبئ” والتي باتت تعرف باسم “المحفوظات” أو الأرشيف.موقع طرطوس
فعلى مدار 1000 سنة، كان المجتمع اليهودي في الفسطاط يودع نصوصه في مخزن مقدس. وهذه الوثائق والمخطوطات “الجنيزة”، تركت دون أن تُمسّ في القاهرة.
مكتبات مخبأة في أغلفة مجلدات من العصور الوسطى
اكتشف بعض طلاب جامعة ليدن مكتبات مخبأة في أغلفة مجلدات من العصور الوسطى.
وصف “إيريك كواكيل” المؤرخ الهولندي لكتب العصور الوسطى الاكتشاف الذي توصل إليه طلابه عام 2013 بأنه اكتشاف “جدير بالاهتمام”.
وقال كواكيل، في إحدى المدونات، تحت عنوان أسطح محفوظات مخبأة من العصور الوسطى: “بينما كان الطلاب يبحثون في بقايا أغلفة الكتب في المكتبة كالمعتاد، (عثروا على) 132 ملاحظة وخطابا وإيصالات من محكمة غير معلومة في منطقة نهر الراين، كتبت على قصاصات صغيرة من الورق، وخبئت داخل جلدة كتاب طبع سنة 1577”.موقع طرطوس
وأضاف كواكيل: “في عام 1577، عندما كان عامل التجليد بصدد وضع جلدة للكتاب المطبوع، جمع 132 قصاصة من الورق المعد لإعادة التدوير، وشكّلها، على الأرجح وهي مبللة، ليدخلها بين ألواح الورق المقوى”.
وهذا يعني أن الأوراق التي لم تكتب لتقرأها الأجيال القادمة، يمكننا أن نقرأها اليوم و”هذه القصاصات جديرة بالاهتمام لأنه من النادر أن تجد أوراقا صغيرة مكتوبة باقية من العصور الوسطى، فلا يوجد إلا أماكن قليلة يمكن أن تستقر فيها هذه الأوراق لقرون”.موقع طرطوس
وتضم هذه المجموعة من القصاصات إيصالات وطلبات للخدم وقوائم التسوق، التي يعدّها المؤرخون مجموعات نادرة.