التطورات والتحولات الاجتماعية الكبيرة في حياة الأسرة طالت كل شيء في مسيرتها اليومية ولم تستثن الأطفال وغذاءهم الذي زحفت إليه التكنولوجيا وحولته من الطازج إلى المعلب والمصنع لأسباب كثيرة ، يقف على رأسها عمل الأم واضطراها إلى اللجوء لتحضير الوجبات السريعة لطفلها كي تتفرغ لعملها ؛ ولكن هناك ضريبة ومخاطر مترتبة على ذلك ينبغي على الأم تداركها وتلافيها لدى إعطاء طفلها الوجبة المصنعة .
تنقسم أغذية الأطفال الجاهزة عادة إلى أربعة أقسام رئيسة ، هي مسحوق حليب الأطفال وأغذية الفطام التي تعتمد الحبوب وأغذية الفطام المهروسة كفواكه ، واللحوم ، إضافة إلى عصائر الفواكه والخضراوات.موقع طرطوس
ولو أخذنا كل فئة على حدة ، فسوف نجد إنه في حالة مساحيق الأطفال ، يتم نزع الدهن من الحليب ( بعد تبخير الماء منه ) ومن ثم يضاف زيت نباتي للحليب بقصد تعديل نسبة الدهن وهذا يؤثر على قيمته الغذائية ، ولكن تقوم معظم شركات الأغذية بإضافة بعض المغذيات للحليب المسحوق لرفع قيمته الغذائية وضرورة مطابقته للمواصفات المطلوبة .
أما بالنسبة لأغذية الفطام التي تعتمد الحبوب ، فهي غالباً عبارة عن خليط من نوع أو أكثر من الحبوب المطحونة ، مثل الذرة أو القمح أو الأرز ويضاف إليها مغذيات أخرى وسكر لرفع قيمتها الغذائية ، كما تضاف مواد كيميائية حافظة ونكهات .موقع طرطوس
وبالنسبة للحوم والفواكه المهروسة فإنها تفقد بعض العناصر الغذائية عند تحضيرها وسلقها ، ولكن عادة ما تضاف المغذيات لرفع القيمة الغذائية ، كما تضاف إليها المواد الحافظة والألوان الاصطناعية . وعند تحضير العصائر ، فإن بعض العناصر الغذائية تتأثر بالمعامل الحراري في أثناء التصنيع ويتم كذلك إضافة مواد حافظة وألوان في بعض الأحيان .
وعموماً فإنه يفضل دائماً تناول الأغذية الطازجة بدلاً من الاعتماد على أغذية الأطفال المعلبة والجاهرة كلما أمكن ذلك .
* كيف يستطيع المستهلك أو الأم تجنب إصابة أطفالهم بالتلوث الغذائي الناجم عن تحضير أغذية الأطفال بشكل خاطئ وكيف يختار غذاء أطفاله ؟
– هناك تدابير عدة يمكن اتباعها للمساعدة في تقليل خطر حدوث التلوث الغذائي الناجم عن علب الأطفال تتلخص في الآتي:
يفضل إرضاع الطفل طبيعياً لأطول فترة ممكنة وأن يكون حليب الأم هو الغذاء الوحيد خلال الشهور الأربعة الأولى من عمر الطفل، وبذلك نضمن حصول الطفل على غذاء خالٍ من التلوث، وعند البدء بإعطاء الطفل أغذية أخرى غير حليب الأم ، فإنه يفضل أن تقوم الأم بتقديم هذه الأغذية بالملعقة والكوب وذلك لأنهما أقل خطراً للتلوث من استعمال الأيدي أو الرضاعة كما ينصح دائماً بغسل الأيدي وجميع الأوعية التي تستخدمها الأم في تحضير وتقديم الغذاء لطفلها ويتم الغسل بالماء والصابون ، ثم تعقم الأوعية بالماء المغلي إن أمكن ، وللأسف فإن الكثير من الأمهات لا يقمن بتعقيم زجاجات الرضاعة بعد كل رضعة ، ما يودي إلى سهولة تلوث غذاء الطفل وكذلك فإنه عند اختيار أغذية الأطفال الجاهزة ، فإن ذلك يتوقف على أمور عدة ، منها كلفة الغذاء ونوعه وخطورة تلوثه وطريقة حفظه بعد فتحه ومدى توافر إمكانيات الحفظ في المنزل.موقع طرطوس
وفيما يخص حليب الأطفال المجفف، فإنه عادة ما يكون محفوظاً بشكل جيد وهو مغلق ، ولكنه قد يتعرض للتلوث بعد فتح العلبة خاصة وأن الكثير من الأمهات يستخدمن ملاعق مبللة بالماء عند أخذهن للحليب المجفف ، وهذا يساعد على اختلاط الحليب بالماء الموجود بالملعقة وبالتالي احتمال نمو بعض الجراثيم الضارة، كما يجب تحضير الحليب المجفف مع ماء مغلي ونظيف ، أيضاً يجب التأكد دائماً من عدم وجود أي صدأ أو انتفاخ في العلبة ، وفي حالة عصائر الأطفال ، فإنه يفضل دائما شراء تلك المحفوظة في زجاجات بدلا من علب الصفيح ، وفي حالة شراء العلب فإنه ينصح ألا يبقى الغذاء أو العصير في العلبة بعد فتحها ، بل يوضع في وعاء زجاجي ويغطى ، كما يجب على المستهلك أن يتأكد عند فتح أغذية الأطفال من عدم وجود أي طعم أو لون أو رائحة غير مرغوبة أو غير طبيعية ، وفي حالة وجود ذلك ، فإنه يجب عدم استخدام ذلك الغذاء للأطفال .موقع طرطوس
ومن الأمور المهمة أن يقوم المستهلك بشراء أغذية الأطفال من المتاجر التي تتوافر فيها أماكن جيدة لحفظ وعرض وتخزين الأغذية فهناك بعض المحلات التي تقوم بعرض أغذية الأطفال في الواجهات الخارجية معرضة الغذاء لضوء الشمس والحرارة الشديدة التي تؤدي إلى حدوث تغيرات غير مرغوبة في الغذاء .موقع طرطوس