من المعروف أن العادات الغذائية السليمة تكتسب منذ الصغر ، ويُعتبر الأهل . لاسيما الأم ، المسؤول الأول عن هذا الأمر ، من خلال تشجيع طفلهما على استكشاف فوائد الطعام الصحي والاستمتاع به في الوقت ذاته ، إضافة على وضع الحدود له عند الضرورة ، غير أن السؤال الذي يحير أغلبية الأمهات يتعلق بالأسباب التي تجعل الطفل يعشق تناول الطعام الغني بالسكر والسكريات أكثر من المأكولات الصحية ، مثل اليخنات متعددة الخواص والشوربات ؟ يشير خبراء التغذية إلى وجود سببين أساسيين لميول الطفل إلى اختيار الحلويات وتفضيلها على باقي الأطعمة والمأكولات .
السبب الأول يعود إلى مسألة الجينات ، فثمة أطفال يولدون ولديهم ميول طبيعية إلى المذاق الحلو ، فيقولون عنه إن ” ضرسه حلو ” لكن هذا لا يعني ترك الطفل يتناول الحلويات طيلة الوقت ، أو منعها عنه نهائياً ، إنما تحديد الكمية والأوقات التي يحق له تناولها .موقع طرطوس
أما السبب الثاني لتفضيل الطفل السكاكر والحلويات ، فيعود إلى وضع ظرفي يمر به . مثلاً عندما يمرض الطفل يفقد شهيته للطعام وكي لا تبقى معدته فارغة ، ينصح الطبيب . أحياناً ، بإعطائه اللبن مع السكر أو المربى أو الفاكهة الحلوة ، على مدى يومين أو ثلاثة ، فيتعود الطفل على المذاق الحلو ويعجبه الأمر لدرجة يرفض بعدها تناول أي طعام آخر . يجب ، في هذه الحالة ، إفهام الطفل بأن هذا النظام الغذائي الذي نتناوله أثناء مرضه كان ضرورياً لمساعدته في عملية التعافي ، وهو يحتاج ، لكي يشفى تماماً ، إلى تنويع غذائه .موقع طرطوس
كيف نحث الطفل على تناول أطعمة أخرى ؟
من الصعب جداً إقناع طفل بصحة ما يقوله الأهل ، إلا أنه بقليل من الصبر يمكن التوصل إلى إفهامه أنه من أجل الحفاظ على صحته وقوته البدنية يحب أن يتناول الخضار ومشتقات الحليب في وجبتي الغداء والعشاء ، مع إعلامه بإمكانية تناول السكاكر والحلويات من وقت إلى آخر ، وليس أن يجعلهما وجبته الرئيسية ، المهم ألا يتم تهديده بحرمانه من تناول الحلويات ، فقد أشارت الدراسات إلى أن هذا النوع من التهديد يدفع بالطفل إلى تناول الحلوى في السر وبعيداً عن أعين أهله ، كذلك يجب ألا يشعر الطفل بأن الأطعمة ذات المذاق الحلو ، مثل اللبن بالفاكهة أو بالمربى هي نوع من مكافأة له ، وإنما جزء من نظامه الغذائي الصحي .موقع طرطوس
يشدد خبراء التغذية على عدم إعطاء الطفل نوعين من الحلوى في الوقت ذاته ، بحجة مساعدته على تهدئة جوعه إلى أن يحين موعد العشاء أو الغداء ، حتى لو لم يأكل أي شيء آخر ، وهم يفضلون إعطاءه الحليب بدلاً من الحلوى ، على اعتبار أن الحليب يوفر له حاجته من الأحماض الدهنية الأساسية والبروتينات . من جهة أخرى ، ينصح الخبراء باستخدام قطع الفاكهة أو العسل في تحلية الحلويات بدلاً من مسحوق السكر أو السكر المكرر ، لأن الأولى غنية بالفيتامينات والعناصر الضرورية لجسم الإنسان ، يمكن مثلاً ،إعطاء الطفل الخضار ذات المذاق الحلو ، مثل الجزر والشمندر الأحمر ليتناولها مع اللبن الصافي ، ولجعله يتنازل حبوب الفاصولياء أو البازيلاء ، يمكن إضافة ملعقة صغيرة من الكاتشب لتغيير المذاق وجعله أكثر قبولاً بالنسبة إليه .موقع طرطوس
أحياناً تساعد عملية مزج المأكولات الحلوة والمالحة في الوجبة ذاتها على حث الطفل أن يجرب أنواعاً جديدة من الأطعمة ، من المهم أيضاً أن يُعاد تقديم الطعام ، الذي رفض تناوله في وقت سابق ، لأن أغلبية الأطفال يمرون بمرحلة رفض التجديد ، التي يرفض خلالها الطفل تذوق أنوع محددة من الأطعمة ، من الخطوات الإضافية لمساعدة الطفل على تناول الأطعمة الصحية ، عدم منعه نهائياً من تناول السكاكر ، لأن حرمانه منها سوف يدفعه إلى تناولها ربما بكمية أكبر وفي الخفاء ، ما يبعده عن الأطعمة الصحية . لكن هذا لا يعني الاحتفاظ بها في خزانة المطبخ ، وجعلها في متناول يديه أو تحت ناظريه طيلة الوقت ، كي لا يكون عرضة للإغراءات .موقع طرطوس
أهمية وجبة الفطور
تشير الأبحاث على أن الطفل الذي يتناول وجبة الفطور ، هو أذكى من أقرانه الذين يذهبون إلى المدرسة بمعدة خاوية . كذلك ، أثبتت الدراسات أن من لا يتناول وجبة الفطور يكون أكثر عرضة للوقوع في الأخطاء والنسيان . وبينت الدراسات ، أو لوجبة الفطور أهمية كبرى في شحن الجسم بسكر الغلوكوز الذي يحث على إفراز مادة ” الإستيل كولين ” وهي الناقل العصبي المهم في عملية التذكر والذاكرة . وعلى الرغم من ذلك ، تشبر الإحصاءات إلى أن 30 في المائة من الأطفال لا يتناولون وجبة الفطور ، وهذه عادة سيئة ، لأنها يمكن أن تضر بصحة الطفل وتؤثر سلباً في تحصيله العلمي .موقع طرطوس
انطلاقاً من هنا ، يعتبر خبراء التغذية أن وجبة الفطور مهمة جداً للطفل لكونه في طور النمو والتطور، وهي تعتبر ضرورية ، لا بل أساسية ، لأنها تشحن جسمه بالطاقة ، لاسيما بعد صيام ليلي طويل ، فهي تمد جسمه بالعناصر الغذائية التي تساعده على فهم واستيعاب المعلومات التي يتلقاها خلال الحصة الدراسية ، لكن لا يكفي للطفل أن يتناول أي شيء في الصباح ، إذ لا بد من الانتباه إلى مكونات الوجبة الصباحية ، بحيث يكون فطوراً متكاملاً وملائماً ، يوفر للطفل من 25 إلى 30 في المئة من عدد السعرات الحرارية التي يحتاج إليها يومياً ، إضافة إلى العناصر الغذائية الضرورية من أملاح ومعادن وماء وبروتينات وفيتامينات ودهون وسكريات . من الفداحة مثلاً ، أن يُحرم الطفل من تناول وجبة الفطور الأساسية بحجة وزنه الزائد ، إذ أشارت الدراسات إلى انخفاض مؤشر الكتلة الدهنية عند الأطفال الذين يتناولون الفطور إلى عكس أولئك الذين يذهبون إلى المدرسة ومعدتهم خاوية . موقع طرطوس
أما وجبة الفطور المثالية ، فيجب أن تتكون من الحليب أو أحد مشتقاته ، حبة فاكهة أو أحد العصائر ، ساندويتش زبد أو مربى أو ثلاث ملاعق كبيرة من حبوب الفطور .
موقع طرطوس
نصائح للأهل تتعلق بوجبة فطور طفلهم
1- ضرورة حث الطفل على تناول وجبات الفطور في المنزل لضمان حصوله على العناصر الغذائية الأساسية .
2- الحرص على أن تكون الوجبات متنوعة وشهية وجذابة لتشد الطفل إليها . موقع طرطوس
3- ضرورة إعطاء الطفل الوقت الكافي لالتهام وجبة فطوره ، وهذا يعني إيقاظه بفترة مناسبة قبل أن يحين موعد ذهابه إلى المدرسة .
4- السماح للطفل بين الفينة والأخرى ، بتناول ما يرغبه بهدف الحفاظ على اندفاعه لتناول وجبة الفطور . موقع طرطوس
5- إذا كان الطفل لا يأخذ الحليب أو أحد مشتقاته صباحاً ، فعلى الأهل ألا ينسوا إضافتها في الوجبات الأخرى من النهار .
6- تجنب إعطاء الطفل الحلويات أو السكاكر قبل وجبة الفطور ، لأنها تفقده الشهية وتحول دون تناوله الأطعمة الصحية .