أشارت وكالة ناسا إلى أن ذوبان الجليد بالمحيط القطبي الشمالي خلال العام الحالي بلغ أعلى مستوياته منذ اكتشاف الأقمار الصناعية حدوث ذوبان للجليد عام 1979.ويرى علماء أن ذلك يعكس تغيرا جوهريا في المناخ.
وعادة ما يصل الجليد إلى أقل مستوى له خلال سبتمبر/أيلول، ولذا يعتقد أن ذوبان الجليد سيستمر خلال العام الحالي.
وتقول وكالة ناسا إن تقديراتها تشير إلى أن حجم الجليد بلغ 1.58 مليون ميل مربع (أي ما يعادل 4.1 مليون كيلومتر مربع) وذلك بالمقارنة مع 1.61 مليون ميل مربع في 18 سبتمبر/أيلول 2007.
ويقول جوي كوميسو، الباحث البارز في مركز غودار لرحلات الفضاء، إن انخفاض الجليد خلال العام الحالي سببه أن المناخ الدافئ خلال الأعوام السابقة أدى إلى انكماش كمية الجليد الدائمة اي تلك التي لديها مقاومة أشد للذوبان.موقع طرطوس
ويضيف: “على عكس ما حدث خلال 2007، لم تكن درجات الحرارة دافئة بشكل غير معتاد خلال الصيف بمنطقة القطب الشمالي. (لكننا) نفقد المكون السميك للغطاء الجليدي. وإذا فقدنا ذلك، سيكون الجليد خلال الصيف أكثر عرضة للذوبان”.موقع طرطوس
وقال الاستاذ الجامعي بيتر ودهامز، من جامعة كامبريدج، لـ”بي بي سي”: “قبل عدة أعوام توقع عدد من العلماء الذين يعملون على قياس الجليد في البحار زيادة وتيرة تراجع الجليد وغياب الجليد بحلول صيف عامي 2015 أو 2016”.
ويضيف: “كنت ضمن هؤلاء العلماء وأخذت نصيبي من السخرية بسبب الجرأة في الكشف عن هذا التوقع”.
لكن يقول الاستاذ وادهامز أن هذا التوقع أصبح حقيقة حاليا بعد أن أصبح الجليد قليلا وسيختفي حتما يوما ما”.موقع طرطوس
وتتباين الآراء بشأن توقيت نهاية الجليد خلال الصيف، لكن الإعلان الأخير يعطي دفعة لأصحاب النظرة المتشائمة.
واستخدمت دراسة حديثة صادرة عن جامعة ريدينغ تقنيات إحصاء وأجهزة كومبيوتر لتقدر أن ما بين 5-30 في المئة من الجليد المفقود بسبب ما يعرف بـ”تذبذبات أطلسية على مدار عدة عقود”، وهي ظاهرة مناخ طبيعية تحدث كل 65-80 عاما.
وتقدر الدراسة أن النشاط الإنساني – مثل التلوث وإزالة الغابات – سبب في نسبة ذوبان الجليد الباقية.
وإذا استمر الجليد في الانكماش خلال الصيف، ستظهر فرص وتحديات.
ويقوم بعض السفن بالفعل بتوفير الوقت من خلال الإبحار عبر طريق بشمال روسيا لم يكن متاحا اجتيازه من قبل.
وتتنافس شركات التعدين والغاز والبترول على الاستفادة من القطب الشمالي، وذلك على الرغم من معارضة علماء بيئة. ونظمت حركة “غرين بيس” احتجاجات ضد عمليات التنقيب التي تقوم بها “غازبروم الروسية”.
ويمكن أن تؤدي هذه التغيرات – حال حدوثها – إلى انطلاق غاز الميثان الذي سيؤدي إلى زيادة درجة الحرارة على سطح الأرض.
ويمكن أن يؤدي ارتفاع درجة حرارة مياه البحار إلى زيادة ذوبان الثلوج في منطقة غرينلاند، وهو ما قد يفضي إلى ارتفاع مستويات البحار وتغيير ملوحة المياه.
روجر هارابن
محلل شؤون البيئة – بي بي سي
الثلاثاء، 28 أغسطس/ آب، 2012،