أشارت دراسة حديثة إلى انه إذا كنت حاملا وتدخنين فإنك تدخنين عن اثنين، وهذا قد يؤدي لإصابة طفلك بالربو. ويقول الباحثون إن الربو عند الأطفال يسوء عندما يتعرضون لمزيد من دخان السجائر بعد الولادة. فمن المعلوم أن دخان السجائر ضار بالأطفال الربويين، فهو يثير الأعراض التي ستتطلب كثيرا من الزيارات لغرف الإسعاف ومزيدا من الأدوية.
وحتى الآن كان من الصعب التمييز بين مرحلتين مختلفتين من التعرض لدخان السجائر: أي مرحلة قبل الولادة ومرحلة بعد الولادة.
وفي هذا المجال قام باحثون من جامعة كاليفورنيا الجنوبية في مدينة لوس أنجليس بكشف علاقة كل من هاتين المرحلتين بإحداث مشاكل تنفسية عند الأطفال. وقد نشرت هذه الدراسة في المجلة الأميركية لأمراض التنفس والعناية المشددة.
وقامت هذه الدراسة بتعقب طويل الأمد لحالة 5762 طفلا من 12 تجمعا سكنيا في كاليفورنيا الجنوبية. حيث قام الاطباء بتحليل استبيانات ملئت من قبل أهل الأطفال تضمنت أسئلة عن تاريخ تعرض الطفل لدخان السجائر، وفيما إذا دخنت الأم أثناء الحمل، وأسئلة حول حدوث وزيز عند الطفل، أو فيما إذا شَخص للطفل إصابة بالربو.
وقد وجد الباحثون أن 18.8% من الأطفال قد تعرضوا لدخان السجائر أثناء الحياة الرحمية، و39.5% قد تعرضوا في فترة ما من حياتهم للتدخين السلبي. وقال غيليلاند الباحث الرئيسي في هذه الدراسة : ما وجدناه هو أن التعرض لدخان السجائر أثناء الحياة الرحمية هام جدا لتطور الربو في مرحلة لاحقة وكذلك لشدة هذا الربو فيما بعد. فإذا تعرض الطفل للتدخين السلبي في الحياة الرحمية وكذلك بعد الولادة فإن ذلك يضاعف الضرر. وتابع غيليلاند قائلا : لم يتمكن الباحثون من التوصل لفهم كامل لتأثيرات تدخين الأم على تطور الرئتين عند الجنين، وما نعرفه هو أن التدخين يؤدي لصغر حجم الرئتين واضطراب في الشعب الهوائية الصغيرة. وأحد التفسيرات الممكنة هو أن الطرق الهوائية بشكل عام تكون أضيق عند المتعرضين للتدخين أثناء الحياة الرحمية، وتكون أيضا أكثر قابلية للاستثارة مما يجعل هؤلاء الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالربو.
وقال الدكتور جونثان سامت رئيس قسم علم الأوبئة في جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور: لقد بينت دراسة أخرى أن التدخين يؤثر على نمو الرئتين ويزيد خطر الإصابة بالإنتانات التنفسية ويجعل الأطفال أكثر عرضة للسعال والوزيز ومن المحتمل أن يزيد خطر الإصابة بالربو.
وأضاف سامت: إن هذه الدراسة دليل آخر يدعم الفكرة السائدة بأن الأمهات المدخنات أثناء الحمل يزداد لديهن خطر إصابة أطفالهن بالربو، إضافة للعديد من الدلائل التي تشير إلى أن التدخين السلبي في أي مرحلة بعد الولادة يزيد من خطر الإصابة بوزيز شديد. ولقد حاولت هذه الدراسة الإجابة على واحد من التساؤلات الصعبة حول مدى مساهمة التعرض للتدخين السلبي بعد الولادة في مجمل التأثيرات التي تنجم عن التعرض للتدخين السلبي أثناء الحياة الرحمية. ويعلق غيليلاند: يقوم التحدي الآن في حث الناس على العمل، فنحن نعرف الآن بأن على الوالدين الإقلاع عن التدخين قبل أن يصاب أطفالهم بالربو. وإذا ما تعرض الطفل للتدخين السلبي أثناء الحياة الرحمية فعلى الوالدين الامتناع عن التدخين بوجود الأطفال.
وأود أن أشهد تضافر الجهود للعمل على منع النساء الشابات من البدء بالتدخين، وإذا كن قد بدأن التدخين فإن عليهن الامتناع عنه قبل البدء ببناء أسرة. فسيكون لهذا أثر بالغ في منع حدوث كثير من حالات الربو.