يتأثر الأطفال بالإجمال بالبيئة المحيطة به، ولعل أكثر ما يتأثر به هو التلفاز كونه يقدم المحتوى بصوت وصورة، وتتزايد هذه الأيام المشاهد الدموية على شاشات التلفاز، إضافة إلى أن محتوى معظم الأفلام الكرتونية على مشاهد عنف وقتال، فما مدى تأثير هذه المشاهد على الأطفال؟!
بدايةً، بينت دراسات وجود علاقة بين العنف والسلوك العدواني لدى الأطفال والمراهقين وبين محتوى وسائل الإعلام المرئي. كذلك تشير تقارير طبية إلى أن تأثير العنف المعروض على الشاشة يتنوع ما بين السلوك العدواني والكوابيس، والقلق، والاكتئاب، والحساسية للعنف.
كما أن أبطال المحتوى الدرامي العنيف يمكن أن يكونوا قدوة للأطفال عند بلوغهم سن المراهقة، وقد يكون ذلك طريق وقوع الطفل ضحية لاستخدام العنف لحل بعض النزاعات
ولاشك أن التعرض المتكرر لمحتوى إعلامي عنيف يشجع على السلوك العدواني، ويخلق قناعة لدى الطفل أن العدوان هو الحل المناسب للمشاكل. وبحسب الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال توصلت أبحاث امتدت لـ 30 عاماً إلى أن تأثير العنف في الإعلام المرئي على الأطفال والمراهقين يرتبط بالسلوك العدواني والكوابيس والقلق وزيادة الحساسية للعنف.
وتحذّر الرابطة الأميركية لعلماء النفس من أن الكثير من الإعلانات التجارية تفتقر إلى التصنيفات التي تحدد مدى ملاءمتها للمشاهدة من قبل الأطفال والمراهقين. وقد وجدت أبحاث أميركية أن 20 بالمائة فقط من الآباء ينجحون في السيطرة ومراقبة شاشة التلفزيون، وأن الكثير من الآباء لا يدركون المخاطر الموجودة في محتوى البرامج خاصة الإعلانات التجارية.
ويتطلب الأمر من الأبوين الاستخدام الانتقائي لوسائل الإعلام، والإشراف على ما تتم مشاهدته. من ناحية أخرى تنبغي مقاومة إغراء اعتبار التلفزيون وسيلة مريحة لتسلية الأطفال، والتأكيد على قيمة الأنشطة اليدوية والذهنية والألعاب التي لا تتطلب التعرض لأي نوع من الشاشات.