وأنت على أعتاب عالم الأنوثة، لا تنشغلي فقط باتباع أحدث صيحات الموضة في الملابس والأحذية والإكسسوارات، ولا تركزي اهتمامك فقط على تعلم استخدام مستحضرات التجميل وطلاء الأظافر، بل اعلمي أن سر انجذاب الآخرين لك أو نفورهم منك يبدأ من اللحظة التي تفتحين فمك بها للحديث، لذا فلو اعتنيت بكل ما سبق ذكره، ثم انبعثت رائحة كريهة من فمك وأنفاسك، قد يضيع مجهودك كله هباء، وقد تفقدين الثقة في نفسك، وتحاولين بعد ذلك الابتعاد عن التواصل مع الآخرين إلا في حالات الضرورة!
إذا لاحظت أن رائحة فمك كريهة، فلا تفزعي، لأنه للأسف هناك أكثر من 90 مليون شخص حول العالم يعانون من نفس المشكلة، لكنها بالنسبة لهم أصبحت مزمنة ولا سبيل تقريبا للتخلص منها بشكل نهائي. أما أنت فما زالت الفرصة أمامك لتغيير أي سلوكيات خاطئة ربما تكون هي المتسببة في نمو البكتريا الضارة داخل فمك، ومن ثم صدور تلك الرائحة المنفرة منه.
ابدئي بالحرص على غسل أسنانك بالفرشاة والمعجون، مرتين يوميا في الصباح والمساء، على أن يستمر دعك أسنانك بالفرشاة لمدة دقيقتين على الأقل في المرة الواحدة.
يفضل كذلك تناول حبات النعناع في أوقات مختلفة من اليوم، لكن ماذا لو لم يكف ذلك كله للتخلص من رائحة فمك وأنفاسك غير المرغوبة؟
هنا علينا البدء في التصرف بشكل مختلف: ابدئي بتغيير نوع معجون أسنانك إلى نوع أقوى يحتوي على نسبة أكبر من الفلورايد، واستبدلي حبات النعناع، بلبان قوي بطعم النعناع، لأن اللبان يحفز إنتاج المزيد من اللعاب داخل فمك، وهذا يؤدي لتظهير فمك وتخليصه من البكتريا.
يمكنك أيضا شراء مضمضة مطهرة للفم من الصيدلية والحرص على استخدامها أكثر من مرة يوميا، للتخلص من رائحة الفم الكريهة.
لو استمرت الرائحة الكريهة في الانبعاث من فمك وأنفاسك، ولم تفلح كل الوسائل السابقة في تخليصك منها، فلا تحزني، ولا تستسلمي، بل اطلبي من والدتك على الفور أن تحجز لك موعدا في عيادة طبيب الأسنان. بعد الكشف عليك، سيجد الطبيب في الغالب أن هناك تسوسا شديدا في أحد أضراسك، الذي قد يكون أيضا مثقوبا، فتختزن بداخله بعض بقايا الأطعمة وتتعفن مصدرة تلك الرائحة الكريهة. الأمر لا يقتصر عليك وحدك كما ذكرنا، بل هي مشكلة يعاني منها الكثيرون من الصغار والكبار، لذا فلا تخجلي من مفاتحة والدتك في الأمر، واشرحي لطبيب الأسنان بصراحة كل ما مررت به، والجهود التي بذلتها للتمتع برائحة فم ونفس جميلة. وتأكدي أن مع انتظامك في تلقي العلاج، واختفاء مشكلة تسوس الأسنان، سيبدأ الأمر في التحسن، وستختفي تلك الرائحة المنفرة، خاصة لو كنت حريصة على التقليل من تناول بعض الأطعمة التي تسبب رائحة غير مقبولة للفم، كالثوم والبصل والبسطرمة والكاري والأطعمة المليئة بالتوابل والبهارات.
كذلك عليك مراجعة النظام الغذائي الذي تتبعينه، فلو كنت تحاولين فقدان بعض الوزن الزائد من خلال اتباع نظام غذائي يعتمد على تقليل تناول الكربوهيدرات، فاعلمي أن ذلك يزيد من فرصة انبعاث رائحة كريهة من فمك، كنتيجة لزيادة معدل حرق الدهون المختزنة في جسمك لتوليد الطاقة التي تحتاجينها لأداء أنشطة حياتك اليومية، بدلا من الحصول على الطاقة مباشرة من خلال الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات، مثل الخبز والأرز والمكرونة، وغيرها. والأفضل اتباع نظام غذائي أكثر توازنا يشمل الكربوهيدرات المفيدة كجزء منه، والتي تتمثل في الحبوب الكاملة ومنتجاتها البنية المختلفة.
أهم ما في الأمر،هو مراقبة رائحة فمك وأنفاسك باستمرار، والتحرك فورا عند ملاحظة انبعاث رائحة كريهة، واتباع الوسائل المختلفة للتخلص منها في أسرع وقت ممكن.